أخبارللمستقلة رأي

قف .. الشعب المغربي، أكبر من “خردة” رمضان ..!

تلفزة

الأعمال الفنية الخالدة هي نتاج عقل واع وفكر عميق .. فهي لا تموت رغم طول الزمن وتقلباته .. بل تفرض نفسها على الأجيال المتعاقبة لتنهل منها الثقافة والمعرفة، والمتعارف عليه، أن المسلسلات والتمثيليات والفقرات الترفيهية تشد المشاهد من أول لحظة، وتختطفه من نفسه وذاته لتدخله في ذاتها .. لكن، هذا لم يحصل أبدا منذ أول بث لهذه الأخيرة (المسلسلات .. التمثيليات .. الفقرات الترفيهية) من طرف القناتين التلفزيتين (الأولى و الثانية) خلال هذا الشهر الفضيل في إطار الفكاهة الرمضانية هذه السنة، بحيث أن كل ما قدم لحد كتابة هذه السطور لا يمت بصلة لكل الأوصاف المشار إليها أعلاه .. ولا يرقى البتة إلى ما يطمح إليه المشاهدون، ولم يأت بأي جديد .. اللهم إلا كلام يشوه لغة الضاد( مسلسل الخواسر نموذجا) الذي أثار استياء عدد كبير من المشاهدين، إن لم نقل كلهم، وهذا ما جعلنا نطرح السؤال الحارق التالي: “هل من المنطقي أن نكون ونحن نفتخر بأننا في عهد جديد تعمه التطورات والابتكارات والتطلع إلى ما هو أفضل والمزيد من التقدم، وننادي بالقطيعة النهائية مع الزمن البائد، دون أن تكون لنا وسائل إعلام تحترم المشاهدين المغاربة، الذين يساهمون بدورهم في تمويلها من خلال المكس لإنعاش الفضاء السمعي البصري ..؟” وهل لا نستحق كشعب أن تكون لنا قناتين تحترم وتحب جمهورهما وتترجم هذا الحب والاحترام بالعمل على انتقاء ما تقدمه له كمواد للفرجة .. ؟ بدل الرجوع إلى الوراء واستعمال أدوات أكل الدهر عليها وشرب وطالها النسيان .

أجل، إن ما يحدث الآن يثبت عكس ما يطمح إليه النظارة، بحيث أن الأعمال التي تتفضل القناتين ببثها بعد آذان المغرب وقبله بقليل، ترسم سحابات من الخجل على وجوه كل من قدر له الجلوس أمام الشاشة الصغيرة، رغم أن بعض أبطالها لهم تاريخ يشهد لهم بعطاءاتهم التي أغنوا بها “ريبيرتوار” القناتين، وقدموا أعمالا جعلت المتلقي يولي اهتماما بالغا لهم، ويتوق إلى المزيد من سبر أغوار المواضيع الجريئة، ذات البعد الاجتماعي والإنساني .. والمعبرة على نبض الشارع، ولا ينتظر التهريج .. إنما يسعى إلى تلقي فرجة صادقة وأداء مميز يضاف إلى تراث تاريخهم الفني، ويثري الساحة الفنية الوطنية .. والحق يقال، أننا كسائر النظارة لم نفهم أبدا كيف لهؤلاء الفنانين الذين نالوا في ما مضى إعجاب ورضى المشاهدين ينخرطون دون سابق إعلام في أعمال لا تستحق إلا أن تنعت ب. المهزلة الفنية التي أصابت جمهور المشاهدين بالغم والنكد وتسربت إلى نفوسهم آفة الحياة البشرية التي هي الملل، الشيء الذي جعلهم يعيشون حالة صعب فيها عليهم عملية التحصيل والقدرة على التركيز.

و عليه، نرجو من صميم القلب أن يتحرك المسؤولون عن القناتين المغربيتين ليقوموا الأشياء ويصلحوا مسارها، قبل فوات الأوان، لأن في ذلك صلاح لشعبنا .. ووضع حد لنشاطات الطوفان الذي يغزو بلادنا يوما عن يوم عبر الفضائيات الأجنبية، وليتذكر هؤلاء المسؤولين أن الشعب الذي يتعاملون معه أكبر بكثير من (الخردة) الرديئة التي تقدم له كبرامج ترفيهية بمناسبة شهر رمضان الكريم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق