للمستقلة رأي

حول علاقة الطابور الخامس بالنخب المجتمعية وأهداف خدماته .. ! (2)

استفهام

حتى لا نتهم بالمزايدة على من يشكك في وجود هذا الطابور الخامس والأهداف المتوقعة من خدماته التي يروج لها بخطاب ايدولوجي مضلل، يجد لللأسف بسهولة ضحاياه من الفئات المستهدفة في جميع المنظمات الحزبية والنقابية والمدنية، ومنها قطاع الإعلام والصحافة في كل مهنه الورقية والإلكترونية والسمعية والمرئية، تحت مبررات واهية وساذجة ودعائية حول ما يمتلكه المحسوبون عليه في هذه المجالات الإعلامية والصحفية، التي يترجم وجوده فيها عبر قنوات التعبير الإعلامي والصحفي بمقالاته وتحقيقاته وتعليماته وأعمدته وافتتاحياته التي يخلط فيها بالأساسي والثانوي، والثابت والمتغير، حتى لا تنكشف انتهاكاته وانزلاقاته ومناوراته في جميع الموضوعات التي تكون مجالا لتدخله الإعلامي، مهما كانت راهنيتها وتداعياتها المباشرة وغير المباشرة .

نطرح في المستقلة بريس إشكالية علاقة الطابور الخامس بالنخب الحزبية والنقابية بمناسبة الملتقى الوطني للتكوين في مهن الإعلام والمعلومة، الذي نظمته وزارة الاتصال يوم 23 اكتوبر 2015، والذي شاركت فيه فعاليات هذا الطابور في الورشات العلمية الأربعة من موقع امتلاك المعرفة العلمية والتقنية التي تؤهلها للمساهمة في هذا الملتقى، في مجالي التكوين الأساسي والتكوين المستمر، وفي التقنيات الجديدة في مجتمع المعرفة الخاصة بالإعلام والمعلومة، وإن كان معظمها له تخصصات علمية لاعلاقة لها بالإعلام والمعلومة، ولاتملك إلا الفضول والحضور في المشهد الإعلامي الوطني في مجالات الصحافة والتدريس في معاهد وكليات الإعلام والصحافة والمعاهد العليا الخاصة، ولا تتوفر على بصمات حقيقية وجادة تمنحها شرعية الإشراف عن التكوين الأساسي والمستمر في متغيرات مجتمع المعرفة، – الذي نتابع جميعا تحولاته السريعة لوجيستيكيا ونظريا -، وتتطلع إلى الاستفادة منه كغيرها من الفاعلين في المشهد الصحفي والإعلامي، ولا تدع التفوق وامتلاك سدرة المنتهى في معارفه ومناهجه وتقنياته في هذا المجال.

لم يتأخر الطابور الخامس على وضع وترسيخ بصماته القذرة لجعل التكوين الأساسي والمستمر في مهن الإعلام والصحافة في خدمة مشاريعه التدميرية والنفعية، ويكفي أن ما ينقله للفئات المستهدفة من دروسه وتكويناته لاتخرج عن ما يؤمن به في المجالين التنظيري والتطبيقي، وأقصى ما يقدمه للمتعلمين والدارسين في المؤسسات التي يعمل بها لا تتعدى المستوى التأهيلي في تجاربهم المهنية الوضيعة، التي لا تصلح للارتقاء بمؤهلات الطلبة والفاعلين إلى ما يمكنها من امتلاك الخبرة والمعرفة التي تتطلبها المهن الإعلامية والصحفية، ويتحدث المتخرجون على أيدي المحسوبين على هذا الطابور عن بؤس وعقم وفراغ

ماتعلموه على أيديهم، خصوصا المصنفين في المقدمة حتى الصفوة المتخصصة في “التسطيح والتكليخ” المهني والمعرفي .. هؤلاء يعرفون أنفسهم ويفتخرون بذلك، مع أنه يسيئ إليهم ويفضح بالملموس مخططاتهم الهدامة والقاتلة للإبداع والجدية والجودة في كل أشكال التعبير عنها إعلاميا وصحفيا.

لسنا في هذه المواجهة ضد وجود هذا الطابور، لكننا ضد ممارساته الانتهازية والتدميرية التي يقوم بها، ولا يمكن لمنظري هذا الطابور إخفاء حقائقه المرضية المثيرة للجدل، حيث وصل مفعول أنشطته الهدامة إلى ممارسة العدمية والعبثية ضد نفسه، حيث لا يتردد المحسوبون عليه في افتعال المعارك التصفوية ضد من ينتقد فلسفته وأهدافه التخريبية، ولنا الشواهد المادية التي تحتفظ بها الذاكرة الجمعية الفردية والجماعية عن القصص التراجيدية التي عاشها الرافضون داخله لهذا التوجه المنحرف، الذي يتبناه الغارقون حتى النخاع في تجسيد أمراضه وأخلاقه الوضيعة التي لا تفرق بين العدو والصديق، إذا ما تم الإقدام عليها في جميع أشكال وجودة السياسي والاجتماعي والثقافي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق