للمستقلة رأي

توفيق عكاشة والجهل بمسؤولية رئاسة مجلس النواب المصري ..!

توفيق2

للأسف دخل الإعلامي المصري، صاحب قناة الفراعين بعد نجاحه في انتخابات مجلس النواب الجديد معركة انتخابات رئيس المجلس التي لا تتعدى في أي نظام مؤسساتي ديمقراطي تنظيمم مداولات المجلس وإدارة الحوار داخله فقط، والأغرب أنه يتوهم امتلاكه لسلطات تتجاوز هذه الاختصاصات، في الوقت الذي لا يمتلك قاعدة ناخبة مستقلة أو حزبية داخل المجلس.

ما كنا في المستقلة بريس لنخوض في البحث في هذه الظاهرة الانتخابية الجديدة، لو لا ما يصدر عن توفيق عكاشة من تصريحات نارية تؤكد بالملموس جهله الكبير بالأبجدية المعمول بها في النظام البرلماني العالمي، والأغرب أيضا، رغبته في الترشح لرئاسة المجلس ببرنامج انتخابي، و استعداده لمناظرة باقي المرشحين لهذا المنصب التنظيمي فقط .. فهل يملك توفيق عكاشة ما يؤهله للفوز بالرئاسة ومن سيصوت عليه في المجلس ..؟

لا نملك في المستقلة بريس، ما يمكن أن يرجح تطلعات توفيق في الفوز في الانتخابات الرئاسية، خصوصا أن الترشيحات ستكون من القوائم الفائزة ومن الأحزاب التي برزت في هذا الانتخاب البرلماني، اللهم إن كانت له وعود من بعض الأطراف داخل البرلمان، أو من قبل المستقلين الذين يشكلون القوة الرئيسية في المجلس، ودون ذلك، لن يتمكن موضوعيا من النجاح في انتخاب الرئيس، ناهيك أنه يتحدث عن برنامجه إذا فاز بالرئاسة، وهو يعرف أن الرئيس يشرف على تنظيم الحوار والتصويت فقط داخل المجلس، وليس معنيا بالتشريع والرقابة لوحده، لأن ذلك سيكون وقفا على الأغلبية والمعارضة فقط.

إننا لا نقلل من حظوظ توفيق عكاشة في انتخابه كرئيس للمجلس على ضوء معطيات الواقع، إلا إذا أرادت الأطراف الفاعلة في المجلس أن تصوت عليه لمواقفه عبر قناة الفراعين، وسيكون انتخابه حالة استثناء في العملية الانتخابية إذا ما استجاب النواب لترشحه وتمردوا على مرشحي قوائمهم وأحزابهم، وهذه الاحتمالات ضعيفة، إلا إذا صارت الحملة الانتخابية لتوفيق عكاشة في الاتجاه الذي يجمع عليه النواب، بعيدا عن لغة التعليمات ومكالمات الكواليس التي لا زالت تتحكم في العملية الانتخابية في جميع الدول الديمقراطية المعمول بها في النظم المتقدمة سياسيا في العالم.

نسأل اللـه العافية للنائب البرلماني توفيق عكاشة، حتى لا يتمادى في هذيانه السياسي والانتخابي، ويكف عن الاستمرار في الحديث عن برنامجه الشخصي الذي لن يتجاوز ذاته داخل المجلس الذي يمتلك السيادة والحرية في اتخاذ قراراته عبر الآلية الديمقراطية المتعارف عليها، سواء بالنسبة للتشريعات التي تقترحها الهيئات التي يتكون منها، وسواء التي تشكل الأغلبية الحكومية أو التي ستكون في المعارضة، ونعتقد أن توفيق عكاشة على علم بهذه الفرامل السياسية التي تتجاوزه، وحتى رغبته في توظيف الجماهير التي ساندت نوابها في الضغط عليهم للتصويت له لا أمل فيها، اللهم إن لم يكن يعلم بأنه في غيبوبة مرضية قد لا ينج منها إذا لم يقم بعلاجها قبل فوات الأوان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق