
مرحبا بعامل اليوسفية الجديد .. فهل يبدأ عهد الإنصاف ..؟!
ذ. يوسف الإدريـــــــــسي
تتذكرون جيدا مشهد يوليوز 2017 وتحديدا أثناء حفل تنصيب العامل الجديد آنذاك على إقليم اليوسفية، محمد سالم السبطي، الذي يستعد اليوم لمغادرة الإقليم نحو إقليم آخر .. حينها، وفي لحظة غريبة من الحفل، انقطع التيار الكهربائي لبضع ثوان وعاد على الفور، وكأن الإلكترونات المسؤولة عن تدفق الكهرباء أوقفت سيرها لتوجه لنا رسالة مبهمة، لم نستوعب دلالتها وقتذاك .. لكننا، فهمناها لاحقا وبوضوح مؤلم
رحل السبطي كما رحل من قبله العامل عدي، وها هو عامل جديد اسمه عبد المومن طالب في طريقه إلى المدينة، ومما لا شك فيه أنه سيدخلها عبر طريق سيدي بنور أو طريق بنكرير، وهي إشارة يعرف معناها البنيوي من اعتاد قراءة ما بين السطور
وكالعادة، سيستقبل العامل الجديد بنحر الذبائح وتقديم الحليب على عادة المغاربة، وستسرد عليه قصص الكرم والصبر التي تتميز بها ساكنة الإقليم، وستؤكد له نخبة الإقليم من الأعيان وأشباه الأعيان، أن أرض (احمر) لا تبخل بعطاء في السراء والضراء .. لكن، الواقع يقول غير ذلك .. فعلى مدى السنوات الماضية، لم نعرف من الصبر إلا ما تعلق بالضراء، حين ظل الإقليم على امتداد عقدين من الزمن يتجرع مرارة الإقصاء من مشاريع اجتماعية وتنموية وبنيوية مبرمجة في إطار الاستثمار الجهوي، الذي تعده وزارة الاقتصاد والمالية كل سنة ضمن رؤية تقدمها جهة مراكش-أسفي
ازداد منسوب الصبر، فصبرنا على وعود النواة الجامعية التي سمعنا عنها كثيرا وصدقناها، لا لشيء سوى لفرط ثقتنا في من يفترض أنهم يمثلوننا أو ربما يمثلون علينا، والتعبير في كلتا الحالتين لا يختلف عندي كثيرا .. صبرنا لسنوات إلى أن تبرأ منا الصبر نفسه، وكأننا خارج خريطة الأولويات ومناطق التأثير
عموما، مرحبا بالعامل الجديد والأمل كما تعلمون آخر ما يموت