

بقم سعيد ودغيري حسني
ارتأيتَ الغوصَ في هذا الموضوع ونحن نعيش دفءَ احتفالات عيد الاستقلال، كي يعرف الجيلُ الجديدُ ما جرى ولِمَ بقيت في البلاد شوارعُ تحمل اسمَ الثاني من مارس، وكيف تخبئ لافتةٌ صغيرة بين حروفها سنواتٍ من الصبر ووجوهاً من الشهداء، وصوتَ ملكٍ يعود من المنفى كأنه فجـرٌ يسعى على قدمين بين التاريخين يمتدُّ وطن .. يمتدُّ مثل شجرةٍ هرمةٍ جذورها في الدم وأغصانها في العلو وحنينها معلَّقٌ بين الماضي والعودة
فالثامنُ عشرُ من نونبر ليس رقماً في دفتر الأيام، إنما هو نبضُ وطنٍ انشقَّ له الفجرُ يوم رجع محمد الخامس وتنهدت البيوت وانفتح قلب المغرب كباب يعود إليه صاحبه بعد طول غياب
ذلك اليوم، لم يكن يوماً عابراً، بل كان موسماً للدموع وعيداً للرجوع وترانيمَ فرحٍ، خرجت من صدورٍ اختبرت المرارة فعرفت كيف يكون طعم الحرية




