
إعلامنا في مهب الفوضى الرقمية .. دعوة عاجلة للحوار والمسؤولية

أصبحت الانتقادات الموجهة إلى إعلامنا مكشوفة، حيث يتضح بجلاء الصراع والتطاحن بين العاملين فيه، ويظهر هذا جليا من خلال تصرفات نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي الذين عبروا عن مواقفهم بأساليب باتت تفتقر إلى الأخلاقيات المهنية، فهم لا يتورعون عن خيانة الخصوم والترويج للابتذال واللامسؤولية في المواضيع التي يتناولونها، سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية
تبرز هذه الظاهرة بشكل خاص في الإعلام الرقمي اليومي، الذي يقوده “اليوتيوبرز” داخل البلاد وخارجها، حيث اختفت الحدود في المواجهات التي يشنونها ضد بعضهم البعض
في هذا السياق، تؤكد النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، أن هذه الممارسات تجاوزت كل القيم والقوانين المهنية التي يجب أن تحكم الإعلاميين .. إذ، أصبح الإعلام الرقمي يعكس صورة سلبية تؤثر على شرعيته ومصداقيته في مجالات الإخبار والنقد وصناعة المحتوى بصفة عامة، وقد باتت التفاهة و”الزندقة” والابتزاز من أبرز سمات هذا الإعلام، سواء تجاه الأفراد أو المؤسسات .. بالمناسبة، فقد تفاقم الوضع في ظل تدبير اللجنة المؤقتة لشؤون الصحافة والإعلام، التي لم تتمكن من فتح حوار فعال مع ممثلي المهنيين، لدراسة هذه الظواهر والعمل على مراجعة القوانين ذات الصلة، منها قانون المجلس الوطني للصحافة
إن إصرار بعض المهنيين في هذه الظروف على تعميق الانقسامات والتنافس على العائدات يعزز موقفنا في النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة .. فنحن متمسكون بمواقفنا، رغم رفض وزير الاتصال فتح حوار شامل مع جميع الفاعلين المهنيين -ومعنا أيضا-، ونؤمن بأن تحليلاتنا لظواهر الأزمة الإعلامية الوطنية قادرة على إقناع من يختلف معنا
لا شك أن المشهد الصحفي والإعلامي لن يشهد تحسنا أو إصلاحا للتشوهات التي يعاني منها إلا إذا أدركت الأطراف المعنية أهمية الحوار وضرورة شرعنته .. لهذا، يجب على الوزارة الوصية على القطاع فتح هذا الحوار في أقرب وقت ممكن لاستعادة ثقة المهنيين والمواطنين في إعلامنا على حد سواء
وفي الختام، تبقى النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة ملتزمة بمواصلة النضال من أجل تحقيق أهدافها، رغم التحديات التي تواجه الصحافة المستقلة التي تسعى إلى الدفاع عن القضايا الإعلامية المشروعة




