منبر حر

خطباء الفتنة

SAFI SAF

يوسف الإدريسي

تهل علينا ذكرى مباركة عرج فيها النبي صلى الله عليه وسلم إلى السموات السبع بإذن ربه، فرأى مشاهد ومناظر تجسد أشكال المعاصي والعقاب في حق المذنبين المستهزئين، و أنا أغوص في مطالعة هذه الحكَم الربانية والمشاهد الوعظية جذبني منظر عقاب “خطباء الفتنة” لما لها من تأثير اجتماعي وسياسي على الأمة، وما أكثرهم في زماننا، رحم الله الشيخ الشعراوي، يقول: “خطباء الفتنة الذين رآهم رسول الله صلى الله عليه وسلم تقرض شفاهم بمقارض من نار، فسأل: من هؤلاء يا جبريل: “فقال هم خطباء الفتنة، الذين يبررون لكل ظالم ظلمه، ويجعلون دين الله خدمة لأهواء البشر، وهؤلاء هم الذين يحاولون أن يجعلوا للناس حجة في أن يتحللوا من منهج الله. فهم يبررون ما يقع، ولا يدبرون ما سيقع .. ذلك أن الدين ليس لتبرير أهواء البشر، ولكن الدين هو لتدبير أمور البشر..”
والشيء بالشيء يُذكر، فمثلا إذا جلسنا نوضح ونشرح لأبنائنا مساوئ الكذب ومضاره ونحدثهم عن الصدق وفضائله، وجاءنا شخص للبيت وكان ردّنا أننا لسنا موجودين، هذا الفعل الذي بدر منا سيهدم كل أقوالنا، وبعد ذلك يستقر في وجدان أبنائنا أن الكلام لا ينسجم مع جنس العمل .. فإذا انفصلت الكلمة عن السلوك وانزلق الإلقاء عن الإجراء يكون الخطاب وقتئذ فتنويا تعتيميا، يبرر السلوكات والتصرفات باسم الدين في حين أنه ليس دين تبرير ولكنه دين تدبير، تدبير في السياسات والأزمات.

من هنا، فخطباء الفتنة هم الذين يقولون ما لايفعلون، وينطقون بما لا يفقهون أو هم الذين يبررون لكل منحرف انحرافه ولكل ظالم ظلمه .. فاللهم نعوذ بك من خطباء الفتنة وهم كثيرون في مجتمعنا للأسف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً

إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق