الرياضة

خيبات الأمل

DES

عبد اللـه عزوزي

حاليا بريو دي جانيرو البرازيلية تتنافس الشعوب على المعدن النفيس، و من أجل ذلك يُظهر أبطالها كل ما بحوزتهم و حوزة أوطانهم من نفيس و جدية و رؤية و معقول.

الجميل في المنافسات الرياضية أنها ليست مجرد منافسات و تكتيك فقط، بل إنها بارومتر يقيس جدية الشعوب و علاقتها بشبابها و برامجها التنموية و مستوى الحكامة بأوطانها، أو تحليلة دم بلغة الطب، التي تكشف ما بالجسم من أمراض و سموم .

لحسن حظ القائمين على الشأن الرياضي الوطني أن ألعاب ريو تتزامن وتطليق الشعب لشاشات LCD و Life is Good) LG، و انشغالهم بأمواج البحر و أوتاد الخيام و غبار القرى، و بالتالي لن يكون هناك من سيتفرج على هزالة النتائج و الغياب الشبه التام من سبورات الميداليات الأولمبية.

في وقت من أوقات الثمانينات و التسعينات كانت الرياضة الوطنية ثالث أولوية بعد الوحدة الترابية للمملكة و التعليم، وذهبت بنا نشوة الإنجازات و الانتصارات إلى حدود الحلم بالتنظيم من خلال تقديم الترشيح لاستضافة كأس العالم و الألعاب الأولمبية.

غير أنه بين الميزاج الشعبي لتلك الفترة و حالة الأمن و الأخلاق (خصوصا لدى الشباب) التي كانت سائدة آنذاك، و بين الانهيار الشبه الكامل للمنظومة الشبابية في الوقت الحالي بغرقها في مستنقع الرذيلة و الإدمان و الإجرام، مسافة تقاس بسُلَّم قياس الضوء .. لدرجة تستدعي إعلان حالة حداد على ما آلت إليه أوضاع و أحوال الشباب.

الأمور في ذبول متواصل، وفي وجود زرقة البحر و شعاع الشمس و قاعات الحفلات .. سيبدو كل شيء جميل ومثالي، في حين أننا غائبون عندما يتعلق الأمر بالأمور الجوهرية و بالوقوف على المنصات الدولية.

لا أستطيع التنبؤ بماذا سيكون رد فعل مسؤولي الشبيبة و الرياضة في حال مُساءلتهم عن حصادنا الرياضي وعن مآلات الميزانية التي تستأثر بها وزارتهم، علما أن مسؤولية الفشل لا يتحملونها وحدهم، بل يقف وراءها 36 مليون مغربي أفراداً و مؤسسات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق