أخبارمنبر حر

رســــائـــــل .. صناديقهم بريدية و صناديقنا محض انتخابية

ذ. عبد اللـه عزوزي

AZZOUZI AZZOUZI

كيفما تراسلهم، بريديا أو إلكترونيا، ومتى راسلتهم، سواء أيام عملنا نحن و إجازاتهم هم، أو إجازتنا نحن و انشغالهم هم، و حيثما كانت مكاتبهم، سواء في واشنطن أو لندن أو ستوكهولم أو باريس، أو حتى في مدريد أو لشبونة، فإنهم لا محالة سيجيبونك في حينه.

أما إن تأخروا عن الرد لبعضة أيام، فإنهم سيعتذرون لك من أعماق قلوبهم .. سيفعلون كل ذلك، و لربما أكثر، و إن كانوا يجزمون بأنك عربي، و ابن عربي، كما يشهد عليك اسمك و خَتْمُ ظرفك البريدي، أو حتى مصدر بريدك الإلكتروني .. يجيبونك بلغة قمة في النبل و الوِد و الأناقة، و يستهلونها بحروف اسمك العربي الشخصي .. و لا يصلون بك إلى نهاية الرسالة، أو الإيمايل، إلا و نسبة الإندورفين تتنفس، بل تتفجر، من بين ثنايا جسمك المنهك بركام الإحباط و الحكرة

أما في بلدي العزيز فالقاعدة الفقهية تقول، “لن نجيبك، فمن تكن أنت يا أخي ..؟” أو نظيرتها القانونية القائلة ” كم حاجة علَّقناها بترك الجواب عنها مُعَلقا” .. هنا يصبح القول الجائز فيك هو “سواء عليك أراسلتهم أم لم تراسلهم، فهم لن يذهبون للسوق من أجلك (أي ممسوقينش) .. و بالتالي، فلن يردوا عليك”.

هم شتات و سبورادا ما بين مُنشغل بفُتات، أو منهمك في حساب قسمة أو تركة، أو مُنْدَسٍ في ثنايا تفاصيل لا تعنيه تتمدد بجوار ملفات على المكتب .. أو آخذ بترتيبات سيلفي تاريخي، أو عابث بهاتف، أو مجيب عن مكالمات بلكنة فاسية “آش حاب الخاطر سيدي ..؟ آمر سيدي” .. لكن، ما تخفي حساباتهم أدهى و أمر.

كم نحن صادمون و محبطون و قاتلون ﻹنسانيتنا و إنسانية غيرنا .. نحن لا نُقِمْ وزنا لغيرنا، فأنى لنا أن نجد من يقم وزنا لمصالحنا ..؟ متى يفتح الغرب مجالس الدعوة للروح “النصرانية”، التي علمنا أجدادنا أن”نكرهها” ببراءة مطلقة، علنا نتخلق بأخلاق الإنسانية في خصائصها الكونية ..؟

مجرد عبور

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق