أخبارنافذة على الثقافة و الفن

توقيع رواية غيرك .. أضغاط أمواج ..!

في حفل ثقافي بهيج، وقعت سعاد الوردي روايتها الموسومة ب “غيرك .. أضغاث أمواج ” مواصلة بذلك مسيرتها التي تنشد تيمة الوطن وتعزيز الانتماء إليه، منذ صدور ديوانها الشعري سنة 2019 ” ترانيم في حضرة الوطن “، والذي أحدث هزات عميقة في المشهد الثقافي الأدبي في ضوء اشتغاله على موضوعة الشعر الوطني، وتمكنت الوردي بامتلاء بديع الدخول إلى عالم الاعتزاز وتنمية الشعور بالانتماء للوطن والرسو ضمنه على مثال غير سابق زمن انخفاض مشاعر الطاقة الإيجابية تجاه الوطن

راكمت إذن الوردي عملها حاليا برحلة سردية أولى من نوعها لإدراك المعنى، وتنشيط الحضور في حضرة الوطن، والمحافظة عليه في مختلف الظروف والفراغات الوجودية الكامنة في بعض النفوس ذوي المشاعر المنخفضة تجاه الوطن، والحالمة بخوض أمواج البحر للعثور على حلم الضفة الأخرى، وشكلت رواية  ” غيرك .. أضغاث أمواج ” الصادرة هذا الأسبوع عن مطبعة دار المعارف الجديدة 2021

رواية ” غيرك .. أضغاث أمواج ” بعتباتها ومتونها أشعلت في الساردة جذوة الذاكرة الوطنية في بعدها الحضاري والثقافي، بحيث ما انفكت بتخصيص وقفات ممتدة من التاريخ المغربي القديم والحديث للتباهي، وتوصيف مختلف أحداثه وعلاقاته وأشكاله المرتبطة بتاريخية وأنثروبولوجية الشخوص كل على حدة، حيث وصفت على طول الطريق البري والبحري باتجاه الضفة الأخرى الأشياء والأمكنة وأطراف الطرقات والأودية والسهول والجبال ونقلتها إلى القارئ بحماس وطني فائق التوقعات، كما نقلت كل خبرة خبرتها عن مأساة العيش والإقامة، سواء بالمغرب أو بالشام وبأفريقيا حسب جنسيات الشخوص وكيفيات وصولهم المأساوي للمغرب قصد ركوب أضغاث أمواج

الرواية “غيرك ..  أضغاث أمواج” تقول الكاتبة:

 ترافع عن حلم ضد حلم .. انتصار لحلم الوطن الأمة ضد حلم القارة العجوز

عبرات دافئة تتلألأ في مقلتي الوطن تساقط على ممشى الخطى ..  تغني أنشودة الانتماء التي ما برحت تتوه في غياهب غربة لا تنتهي .. تغرف من منبع تتنازعه الأحلام والكوابيس .. تتوق إلى حقيقة محفورة على رقيم الأديم تشي بها قسمات حيرى تَحْفُرُها على مسارح الأوجاع ..

وتردف أردتها حالةً تخفض جناحها للسائلين .. للعابرين ..  للساكنين كهوف الأحلام .. تلطم بأمواجها خدود السابحين في لجة الظلام، توقظهم من أحلام اليقظة، تصدمهم حين يعري ماؤها عورة ما بنوه في مخيلتهم

حين تتكسر شرنقة الحلم الأوروبي على ظهر الموج

أردتها أن تغرس ورود الحب في قلوب بني وطني  فيولوا وجوههم يمه

أردتها نورا وسط معاناة الأبطال واختلاف دوافعهم للهجرة يضيء الطريق لأبناء هذا الوطن أننا أحسن بكثير من غيرنا، وأن دوافعنا للهجرة بعيدة عن تلك التي تدفع بغيرنا إلى خوضها

أردتها بوح اليقين يكسر صمت الشك حتى يضوع بأسماع العالم صدى أشجار الأركان

أردتها بوصلةً تؤشر لعلم لونته دماء الشهداء

أردتها أن تحدثكم من حميم لحميم أنه رغم كل شيء، ولوا وجوهكم شطر الوطن ولا تتخذوه وراءكم ظهريا ..

هي وصية خير بهذا الوطن الشريف

“غيرك .. أضغاث أمواج”، كتبتها بحبر القلب، بوحي الذاكرة، بنبض الناس، ودقات الشارع ..

 لكم أن تحبوا ما كتبت، ولكم أن  تحكموا له أو عليه .. أما أنا فقد حكمت على نفسي منذ زمن .. متحيزة جدا لهذا الوطن ..

أخذت على كاهلي إحياء أدب الدولة الأمة والتمسك بهويتها والقبض بيد من حديد على تاريخها الحافل ومجدها الأثيل

يشار إلى أن حفل توقيع الرواية، نظم بصحارى أكفاي من طرف المرصد الدولي للدراسات والأبحاث القانونية والاجتماعية، بتنسيق مع مركز عناية للتنمية والأعمال الاجتماعية، و تنسيقية مراكش للائتلاف الوطني من أجل اللغة العربية، وبحضور وازن لشخصيات جامعية وأدبية وفنية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق