أخبارمتفرقات

قصبة العيون الشرقية تراث إنساني يعاني التهميش والإهمال

إبراهيم يعݣوبي

تعتبر القصبة الإسماعيلية النواة الأولى لتأسيس مدينة العيون  الشرقية، كما تعد علامة بارزة ميزت المنطقة في فترات مشرقة كمركز إداري وعسكري، حيث شكلت مركزا إستراتيجيا في عهد الملوك العلويين منذ حكم المولى إسماعيل الذي قام ببناء القصبات في كل جهات المغرب لحماية البلاد وتوطين الأمن، كما استغلتها فرنسا خلال فترة الاستعمار كحامية عسكرية لها، لمراقبة المجاهدين والطرق التجارية

حسب بعض كتب التاريخ، فقد بنيت سنة 1679 م بأمر من السلطان مولاي إسماعيل الذي بنى 76 قلعة في مختلف أنحاء المغرب خلال فترة حكمه، الممتدة من سنة 1672 لغاية 1727، وقد أستغرق بناؤها أكثر من سنة تحت إشراف المهندس أبو العباس أحمد بن عبد الكريم بن مالك، الذي يعود له الفضل في بناء كل من قصبة الركادة بسهل تريفة و قصبة بوغريبة قرب نهر ملوية وقصبة سلوان خلال نفس السنة

شيدت أسوار القصبة من الطين المدكوك على ارتفاع بين 6 و 7 أمتار وعرض المتر، وشيدت بداخلها مساكن مخصصة لإقامة القياد و الجنود الذين بلغ عددهم 500 فارس خلال فترة المولى إسماعيل، بالإضافة إلى مسجد عتيق ونفق تحت أرضي كان يستعمل في الحالات الطارئة لكسر الحصار  أو الفرار

خضعت القصبة الإسماعيلية وسط مدينة العيون سيدي ملوك خلال تاريخها للعديد من عمليات الإصلاح والترميم خلال مراحل متوالية، سواء في عهد السلطان سيدي محمد بن عبد اللـه سنة 1770 والسلطان محمد بن عبد الرحمان سنة 1859، فيما ازداد الاهتمام بها كموقع عسكري متقدم من الجهة الشرقية على عهد المولى الحسن الأول و المولى عبد العزيز، وصولا إلى آخر عملية ترميم في عشرينيات القرن الماضي إبان فترة الاستعمار الفرنسي الغاشم بالرغم من تصنيفها مؤخرا تراثا وطنيا من طرف وزارة الثقافة، نجدها مازالت تعاني من التهميش والإهمال، وهي في حاجة لمبادرة تعيد لها تاريخها المشرق

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق