
* بقلم محمد احمزاوي
في الوقت الذي يستعد فيه ملايين المغاربة للاحتفال بعيد الأضحى وسط أجواء من الدفء العائلي وزيارة الأهل والأحباب، تقف فئة منسية من المجتمع في صمت، تحمل جراحًا لم تندمل، وتنتظر التفاتة طال غيابها .. إنها فئة أرامل وأبناء شهداء الوحدة الترابية، الذين قضوا نحبهم دفاعًا عن الصحراء المغربية، ودفنوا في ثراها الطاهرة
بالنسبة لهؤلاء، لا تكتمل فرحة العيد، بل تتحول إلى لحظة حزن وحنين .. خصوصًا، وأن أغلبهم لم يتمكنوا طيلة سنوات من زيارة قبور أحبائهم في الأقاليم الجنوبية .. لقد كبرت الأرامل، وبلغن من العمر عتياً، والأبناء تجاوزوا مرحلة الطفولة وأصبحوا رجالًا ونساءً، بعضهم لم يرَ وجه والده إلا في صورة قديمة، وبعضهم لا يعرف قبره ولا موقعه، فيما ما تزال الجدات والآباء والإخوة والأخوات يترقبون لحظة وقوف أمام قبر شهيدهم، لقراءة الفاتحة والتضرع بالدعاء
ورغم الجهود المتواصلة التي تبذلها الجمعية الوطنية لأسر شهداء ومفقودي وأسرى الصحراء المغربية، من خلال توجيه العديد من المراسلات إلى المسؤولين والجهات المختصة، للمطالبة بتنظيم قافلة لزيارة مقابر الشهداء، إلا أن هذه المبادرة الإنسانية والوطنية لم تجد بعد طريقها إلى التنفيذ
وتتساءل الأسر، في ظل هذا التجاهل، إن كانت التضحية بالروح من أجل الوطن لا تستحق على الأقل أن يُرد لها الجميل بتمكين ذوي الشهداء من زيارة قبور من رحلوا .. فزيارة القبور، خاصة في عيد الأضحى، ليست فقط طقسًا دينيًا، بل فعل رمزي عميق يربط الأحياء بمن ضحوا ليحيا الوطن
إنهم لا يطلبون امتيازات مادية، بل فقط أن يُفتح لهم باب الجنوب، ولو مرة كل عام، ليقفوا وقفة وفاء أمام قبور من استشهدوا دفاعًا عن العلم والوطن .. فهل تُصغي الجهات الوصية لهذا النداء ..؟
وهل يتحقق حلم بسيط طالما انتظروه في صمت، ليصبح عيدهم عيدًا حقيقيًا، مليئًا بالرحمة والكرامة ..؟
ابن شهيد حرب الصحراء المغربية*