الرياضة

ديربي الوداد والرجاء والشغب المرفوض ..!

DERBY

من الذي أفسد ديربي البيضاء الذي كان عرسا كبيرا لجماهير الوداد والرجاء التي قدمت آخر إبداعاتها في اللوحات الجميلة التي رفعتها قبل بداية المباراة 119 بين الفريقين التي انتهت بالتعادل في كل شيء .. ؟ ولماذا خرج محبو الفريقين في نهاية المباراة إلى إعادة الشغب إلى الملعب والمناطق المجاورة لها ..؟ وهل كان من الضروري الاحتجاج بهذا العنف والفوضى بالرغم من التزام جمعيات محبي الفريقين باحترام النظام في هذا الديربي الذي يتابعه ملايين المشاهدين في الوطن وخارجه ..؟.

إن ما حدث في هذا الديربي بالنسبة لنا في جريدة المستقلة بريس، هو مؤشر على وجود من يشجع على خلق أجواء الشغب في ملاعبنا لتأكيد من يعادون الاستقرار وتطور الرياضة في الوطن، وأن المغاربة لا يستحقون الشعور بالفرح وممارسة حياتهم الطبيعية في ظل الاحترام والانضباط والروح الرياضية العالية، والحفاظ على سلامة الأفراد والممتلكات الشخصية والعامة .. هذه هي الأمور التي نؤمن بها في المستقلة بريس والمغاربة أيضا لا يختلفون عليها ويرفضون الالتزام بها في مثل هذه المناسبات الرياضية الصرفة.

لن نتهم أحدا، ولن نبرئ ساحة أحد، فما وقع داخل الملعب بعد نهاية المقابلة وخارجه يزكي من يفرحون لحدوثه .. الحاقدين على السلامة والأمن الذي يعيش فيه المغاربة بالمقارنة مع دول الحوار الإفريقي والعربي، وما حدث يفرض مساءلة كل الأطراف واستخلاص الدروس، خصوصا أن الشغب الرياضي في الدار البيضاء لا يزال ينتج نفس السلوكات الإجرامية التي يستحق أصحابها الإدانة والعقاب الزجري، كالسماح بزيادة عدد المتفرجين التي لا يتحملها مركب محمد الخامس، ودخول القاصرين بدون المسؤولين عنهم، وإدخال الألعاب النارية، وعدم وجود المقاعد المرقمة وغيرها من الأدوات التي تساعد على إفساد الأمن داخل الملعب بصفة عامة، ومنع المتفرجين من الحق في الفرجة واللعب النظيف والتنافس الشريف.

للتذكير، سبق للنقابة المستقلة للصحافيين المغاربة في ندوة مفتوحة، نظمت بالدارالبيضاء، يوم 27 غشت 2010، تحت عنوان “ظاهرة الشغب في ملاعبنا الرياضية وسبل مواجهتها”، أن دق المشاركون فيها من جمعيات المجتمع المدني ناقوس الخطر على هذه الظاهرة، وأكدوا بالإجماع على ضرورة التصدي لها من خلال الأدوات القانونية والتربوية والرياضية لكافة الأطراف المعنية بها، من المكاتب المسيرة وجمعيات المحبين وهيئات المدربين والحكام، وكافة الهيئات العاملة في المجال الجمعوي والأمني والقضائي والتعليمي والثقافي التي يمكن أن تساهم في إغناء الوعي بمخاطر الشغب ومساوئه على الرياضة والتنافسية والروح الرياضية .. وللإشارة، لم يستجب لدعوات النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة في هذه الندوة رؤساء الفرق والمسؤولين عن الجامعة والعاملين في التدريب والتحكيم، باستثناء جمعيات المجتمع المدني التي أدانت هذا الغياب واعتبرته تقصير في أداء هذه الجهات لمهامها في المجال الرياضي.

إن الذين يحاولون عبثا نشر أجواء عدم الثقة في امتلاك جمهورنا للوعي وروح المسؤولية في متابعة الأنشطة الرياضية، وخاصة مقابلات القدم، كما حدث في الأسابيع الأخيرة في الرباط .. مكناس .. طنجة، وأخيرا الدار البيضاء هم جزء من أعداء الاستقرار والسلم في الوطن.
إن أسباب إثارة الشغب في الرياضة يمكن التحكم فيها مع المسؤولين في الفرق والجمعيات المؤطرة للجماهير، لكن من يوجدون خارج هذه الجهات هو ما يجب الانتباه إليه، خصوصا الباحثين في اللعب بالنار وإحداث الشغب لعوامل خارج الرياضة، هو ما يجب على المسؤولين التصدي له والاشتغال على أسبابه، سيما في هذه الأيام التي تزايدت فيها التهديدات بالعنف والإرهاب ضد الوطن من خصومه في الداخل والخارج، وأولئك الحاقدين على السلم والاستقرار الذي تتمتع به بلادنا على الصعيد العربي والمغاربي والإفريقي.

ما ينبغي قوله لهؤلاء الذين يصرون على إفساد الفرجة الرياضية في ملاعبنا، هو أن المغاربة واعون بأهداف هذه السلوكات المنحرفة التي تحدث ومن قبل الأبرياء من القاصرين الذين يجندون للقيام بهذا الشغب اللارياضي .. ومن موقعنا في المستقلة بريس، نؤكد لكافة الأطراف المعنية بالأمن ومحاربة الانحراف والإجرام في المجتمع أن جماهيرنا العاشقة للرياضة والتنافس الشريف لاعلاقة لها بما حدث ويحدث في ملاعبنا، وأن وقف هذه السلوكات رهين بمشاركة كل الغيورين على الاستقرار والأمن، سواء داخل الملاعب وخارجها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق