للمستقلة رأي

ندوة جريدة “المشعل” واحتجاج الجماهير على أداء الأغلبية والمعارضة ..!

4444 1

 

من المؤكد على ضوء ما نشرته بعض مواقع التواصل الاجتماعي عن ما جرى في الندوة التي نظمتها جريدة “المشعل” الأسبوعية يوم الخميس 07 يناير الجاري، في الدارالبيضاء مع أقطاب الأغلبية والمعارضة، أن الجميع تفاجأ بخروج الجماهير التي حضرت أشغال الندوة عن أبسط قيم الاحترام لممثلي الأحزاب الحاضرة، ومطالبتهم إياهم بالموقف من قرارات الحكومة في ملف التقاعد ورفع الدعم عن الكثير من المواد الاستهلاكية، وتطورات وقفة الأساتذة المتدربين وغيرها من القضايا الشائكة، وعلى ضوء ما نقل بالصوت والصورة تبين بالملموس عجز ممثلي الأغلبية والمعارضة على إقناع الحاضرين إلى درجة تملص الجميع من مسؤولية القرارات الحكومية من جهة، وتسويق الصورة المطلوبة للأحزاب والنقابات في الانتخابات التشريعية المقبلة.

يكفي ما برز في التسجيلات التي نشرتها مواقع التواصل الاجتماعي عن أجواء اللقاء التي كانت ساخنة أظهر فيها الجمهور رغبته في إحراج ممثلي الأغلبية والمعارضة التي يجب أن تستحضر أقوى من ذلك في الفترة التي تفصلنا عن الانتخابات التشريعية، وتعي جيدا أن وعي المواطن لم يعد ساذجا أو من السهولة تغليطه حول الأزمة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية التي لم يتمكنوا عبر تعاقب حكوماتهم على إيجاد الحلول لتجاوز إكراهاتها ونتائجها التي يلمس آثارها مباشرة في معيشه اليومي الذي يحاول ممثلو الأغلبية والمعارضة الحديث عنه من منظورهما التضليلي العاجز على الإقناع والاستدلال.

من جهتنا في جريدة المستقلة بريس الإلكترونية، نتمنى أن يخرج قياديو الأغلبية والمعارضة عن الصمت ليشرحوا للرأي العام الوطني طبيعة مواقفهم من الأداء البرلماني والحكومي، ومن كل القضايا الساخنة التي تشغل الرأي العام خلال هذه الفترة التي تفصلنا عن الاستحقاق البرلماني في الصيف المقبل، وأن لا ينتظروا فترة الحملة الانتخابية للانخراط في النقاش مع المجتمع حولها، ولا شك أن أحزاب الأغلبية والمعارضة وعلى ضوء هذا التواصل الجماهيري الأول تدرك ما ينتظرها من ردود الفعل اتجاه أدائها طيلة هذه المدة من عمر الحكومة والمعارضة التي تقترب من نهايتها القانونية.

سبق لنا في أكثر من مناسبة عبر المستقلة بريس، أن طالبنا بسرعة تحرك الأغلبية والمعارضة للتواصل مع المواطنين لتقديم الحصيلة ومناقشتها قبل موعد الانتخابات، ولكن لا حياة لمن تنادي، إذ لم نجد من يوافقنا الرأي في ضرورة فتح الحوار وتقديم الحصيلة من قبل الأغلبية أو المعارضة .. لذلك، فإن ما حدث في ندوة جريدة المشعل طبيعي وحتمي بالنظر للتجاهل الدائم الذي كان ولا يزال يطبع علاقة الأغلبية والمعارضة مع المواطنين في جميع المحطات الانتخابية .. ومن المحتمل، أن ما حدث سلوكات أخرى غير متوقعة اتجاه هذا الأداء لأحزاب الأغلبية الحكومية والمعارضة قبل الاستحقاق التشريعي المقبل، وعلى الطرفين تحمل النتائج التي لن تكون في صالحهما مهما كانت الأجوبة التي ستقدم لعموم المواطنين .. ونظن في المستقلة بريس، أن المجتمع المغربي أصبح على وعي ونضج في تعامله مع ما يقدم له من طرفي المعادلة الحزبية والحكومية، وأن الصعوبات ستكون كبيرة في تبرير الأداء الحكومي وسلوك المعارضة، وأن التصويت العقابي سيكون أكبر لكلا الطرفين، خاصة في المدن التي أظهرت نتائج الانتخابات الجماعية والجهوية على تراجع كبير في شعبية الأغلبية والمعارضة، مما يدل على أن تصاعد هذا التوجه في سلوك الناخبين سيكون أكبر تأثير على مصداقية الجانبين.

لن نختم هذا النقاش حول ما جرى في ندوة المشعل في الدار البيضاء التي ستكون البداية، مما يفرض على الأغلبية والمعارضة التهيؤ من الآن لمواجهة غضب ومعارضة الناخبين، وأن يقبلا بذلك في ظل المناخ الديمقراطي الذي أصبح عليه الوطن، وفي ظل ضوابط وتوجهات دستوره الجديد الذي فرض مشروعية ربط المسؤولية بالمحاسبة، وما نتمناه هو أن يكون هناك الإنصاف لمن كان في مستوى وجوده، سواء في الأغلبية الحكومية أو في المعارضة في أفق أن يتمكن من النجاح في الاستحقاق البرلماني القادم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق