أحزاب و نقابات

هل بإمكان بن كيران فضح دوائر التحكم التي تطارده تماسيحها وعفاريتها ..؟

BEN KIRANE 3

 

على من يضحك أقطاب الأغلبية والمعارضة في ضجيجهما المفتعل والمسرحي والهزلي عن دوائر التحكم والدولة العميقة الذين يجندون التماسيح والعفاريت التي تطارد رئيس الحكومة وتتوعده بالشر في كل مكان، وتعمل على إفشال مسلسل الإصلاح ومشاريع برنامج تحالفه الحكومي ..؟ وهل لا يزال ما تبقى من عمر الحكومة يسمح بهذا الضحك على ذقون المغاربة الذين يعرفون أن دوائر التحكم التي تتحدث عنها الأغلبية والمعارضة ليست سوى كائنات هلامية من إنتاج عقولهم المريضة بالكوابيس التي تتخيلها كلما اشتدت الانتقادات ضد الأداء الحكومي والأداء البرلماني ..؟ ومن المؤكد أن رئيس الحكومة قد استوعب الدرس وأدرك خطورة هؤلاء الذين يشكلون دوائر التحكم التي لايعرف المغاربة عنها شيئا، اللهم ما يقوله عنها رئيس الحكومة وما يعتقده من صنعها كما يردد ذلك في جميع خرجاته الإعلامية، وما يمرره خصومه بصفة عامة .. فهل ياترى يستطيع رئيس الحكومة الكشف عن دوائر التحكم التي تحاربه وتريد إحراجه أمام المواطنين وتعارض التزامه بما جاء في برنامجه الانتخابي في الوقت الذي يتبين فيه أنه لا وجود لهذه الدوائر التي تمارس التحكم فيه، والتي تشكل هلاوس تؤثر على ما يعاني في علاقاته ومواقفه إلى الدرجة التي تحول مفعولها إلى تعبيرات عن ضغوط هذه التخيلات المرضية، وأنه لم يعد من المقبول استمرار هذه المهزلة المحبوكة التي يتحدثون عنها للمغاربة الذين أدركوا مبكرا مضمون هذا الكلام المباح حتى الصباح حول ما هو متاح في الواقع الراهن.

أليس من حق المغاربة تشخيص دوائر التحكم التي لا زالت تمارس ضغوطها على رئيس الحكومة الذي يتوفر على الحلول التي فشل فيها رؤساء الحكومات السابقة، والتي بدأ المغاربة يجنون ثمارها من خلال إلغاء صندوق المقاصة، وتحرير الأسعار وفرض التوظيف بالمباراة، وإصلاح نظام التقاعد ومحاربة الفساد والقضاء على عزلة العالم القروي، وتعميم التغطية الصحية ورفع الحد الأدنى للأجور إلى ألف درهم، ورفع نسبة نمو الاقتصاد الوطني وتحقيق التوازنات الماكرواقتصادية ومالية، وتحسين الميزان التجاري وتقليص التضخم، ورفع مستوى القوة الشرائية والزيادة في التعويضات للأرامل والمطلقات.

إننا في المستقلة بريس، ننتظر كشف رئيس الحكومة عن رؤوس دوائر التحكم التي توعدها زعيم الاتحاد الاشتراكي بالذبح من الوريد بعد أن تتم طبخة التحالف الواسع الذي يفكر رئيس الحكومة تكوينه بعد الاستحقاق البرلماني المقبل، ومن سيعترض على رئيس الحكومة الذي أصبح المغاربة يترقبون الجديد في خرجاته الإعلامية التي يبشر فيها بفتوحاته وبهلونياته ضد العفاريت والتماسيح التي تواجهه وتمنعه من إسعاد المغاربة الذين ينتظرون بفارغ الصبر نجاحه في أحد الأوراش والمشاريع التنموية التي صاغها في برنامج حزبه وتحالفه الانتخابي، وسنكون معه إذا كشف عن وجود دوائر التحكم التي تحول دون تمكنه من ترجمة وعوده التي يروج لها في جميع المناسبات .. وهل لا يزال بالفعل قادر على دغدغة مشاعر المغاربة بخطاب غيبي خرافي يتخيله ويريد أن يفرض كوابيسه على جميع المواطنين المغاربة الذين اقتنعوا بأنه لا مكان للعفاريت والتماسيح ولا لدوائر التحكم والدولة العميقة التي تشتغل ضد رئيس الحكومة بعد دستور 2011، وأن أوهام بن كيران تخصه وحده، وأنه لا يملك القدرة على مواجهة جسامة وتطور المسؤولية الملقاة على عاتقه التي تفرض عليه استنفار كل ما من شأنه الوفاء بوعوده الانتخابية وتجسيد ذلك، والقدرة على ترجمة أحلام المغاربة المصادرة بواسطة سياسته التدبيرية التي يعرف شخصيا حقيقة مساوئها على جميع مجالات حياتهم الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية.

ما علينا إلا انتظار ساعة الصفر التي سيزيل فيها بن كيران ستارة المسرح عن وجوه دوائر التحكم التي يشاركه أقطاب المعارضة في مواجهتها، وليته فعلها قبل الاستحقاق الانتخابي حتى يتأكد المغاربة من صدق وعوده وتهديداته التي لا يبدو أنه قادر على القيام بها خلال هذه الفترة الأخيرة من عمر حكومته في نسختها الثانية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق