أخبارملفات و قضايا

لا يا أحرضان .. المغاربة متمسكون بهويتهم المجتمعية الحضارية الوحدوية

AHERDANE

لا أحد يشكك في مغربيتك ورصيدك النضالي الوطني التاريخي، ولا في تجربتك الحزبية التاريخية ياأحرضان، لكن ليس من حقك أن تروج لنزعتك العنصرية التي رفضها المغاربة منذ عدة عقود، وليسوا في حاجة إلى من يذكرهم بالظهير البربري، ولا بمحاولات بعض الذين ينفذون الأجندة الأجنبية الاستعمارية في هذا الاتجاه، ولا نظن في المستقلة بريس أنك ترضى بمن يجدون أنفسهم مجندين لهذه الأهداف التي تشوه بتمسك المغاربة بخصوصيتهم الحضارية والثقافية والإنسانية المتميزة .. الأمازيغية .. العربية والإسلامية.

لن نذكرك يا قيدوم الحركة الشعبية التي نشأت لتعزيز استقلال المغاربة وتكريس تعدديتهم الثقافية والسياسية والنقابية، وحتى إن صممت أن تتحدث بالأمازيغية لمنشط برنامج “رحلة في الذاكرة” الذي تبثه قناة (RT) الروسية لتجسيد انحيازك الإثني الذي يخصك ولا يمكن تعميمه، فإن ما يجب أن تستحضره يا أحرضان هو أن المغاربة واعون بما يجري إعداده من قبل الدوائر الاستعمارية التي تبحث عن من يقوم بالدعاية لتوجهها التخريبي التفكيكي لثقافة الشعوب المستهدفة منها، ولا نعتقد أنك ستكون صيدا سهلا لهذه الأطراف المروجة لسياسة الاستعمار الجديد التي تنفذها رأسمالية السوق الحرة التي تعمل على توفير شروط سيطرة رأسماليتها المعولمة الجديدة بشتى الأسلحة التي يمكن أن تساعد على نجاح سياستها الهيمنية الاقتصادية الرأسمالية ومنها التشويه الثقافي.

ليكن في علمك يا أحرضان، أن وعي المغاربة أصبح متجاوزا لمن يريدون الدعاية للسياسة الاستعمارية الجديدة، وأنهم متمسكون بهويتهم المجتمعية التي تتعايش فيها أصولهم الأمازيغية والعربية والإفريقية والأندلسية، وأن موقع وطنهم المغرب يسمح بهذه الخلطة الهوياتية المتنوعة والمنصهرة منذ تشكلها عهد العصر الجليدي، وفشلت في تشويهها أعتى الإمبراطوريات الاستعمارية القديمة والحديثة .. وإننا نؤمن بما قدمته لوطنك من التوسع في هذه الملاحظات النقدية .. ونحمد اللـه أنك حريص على مغربيتك رغم الهفوات التي ترتكبها من حين لآخر، التي قد يجد فيها بعض المتحمسين التربة الخصبة للاستمرار في خروجهم عن العقل الجمعي المغربي المتنوع الجذور والمرجعيات.

قبل أن نختم صرختنا المغربية العربية والأمازيغية والحسانية والأندلسية، نثير انتباه شيخنا الجليل المحجوبي أحرضان إلى أن ما يميز المغاربة أنهم كانوا و لا يزالون أحرص على تميزهم الحضاري والتاريخي، ولن يتمكن خصوم وحدتهم وتنوعهم من زرع بذور التفرقة العنصرية بينهم، ولن يسمحوا للعملاء بتنفيذ مخططاتهم مهما كانت التضحيات وسيظلون على نموذجهم الجمعي الوحدوي التاريخي مهما كانت التضحيات المطلوبة منهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق