للمستقلة رأي

العماري وبن كيران وبداية “تسخان الطعارج” لموسم اكتوبر الانتخابي ..!

KIRA

من المحتمل أن يكون كل من إلياس العماري وعبد الإله بن كيران قد بدأ “يسخن طعارجو” على نار هادئة، في انتظار موسم اكتوبر الانتخابي، فكلاهما لا يخفي رغبته في الانتصار على خصمه، وسرقة الأضواء في حفلة الحملة الانتخابية لموسم اكتوبر القادم، إن لم يكن “حياحة” الطرفين قد شرعوا في الدعاية لمن يحسن استخدام “الطعارج” في هذه الحملة الانتخابية، كما نلاحظها في النفخ المبكر في كاريزما الطرفين قبل الأوان، والتمهيد لذلك بإبراز مؤهلاتهما المتقاربة في اللغة الشعبوية والخروج عن المألوف، والتصريحات العارية والتهريج السياسي المستفز.

نتمنى في المستقلة بريس، أن يكون “تسخان الطعارج” من قبل بن كيران والعماري في مستوى المناسبة الانتخابية، وأن يقدم الرجلان أرقى الاجتهادات في صياغة البرامج الانتخابية الكفيلة بتحقيق الحصاد الانتخابي الذي يؤهلهما للفوز برئاسة الحكومة والأغلبية النسبية في البرلمان المغربي المقبل، بدل الرهان على هذه المواجهة الفجة التي لاتكشف إلا على عمق تخلف الممارسة الحزبية والسياسية التي يحاولان الترويج لها بهذا “التسخان للطعارج” الذي لا يحمل أي جديد سواء في نصه اللغوي أو الموسيقي.

إن الرجلان بهذا الضجيج الإعلامي لا يمنحان للمواطنين ما يشجع، سواء على الزيادة في نسبة المشاركة أو التصويت، ولا الاطمئنان على تطور الديمقراطية المغربية التي تأكد أن النص الدستوري فيها لايزال متقدما على السلوكات والقوانين التي تترجمه على الأرض، حيث لا أحد من الأحزاب المشاركة في الحياة الديمقراطية تمكنت من فرض نفسها وإثبات جدارة وقوة خطابها الحزبي وبرنامجها الانتخابي وحضورها الجماهيري، فبالأحرى هذان الرجلان اللذان يتوهمان امتلاك المصداقية لدى المواطنين.

من هو الكاريزما الحزبية من هذين الزعيمين القادر على حسن كسب ثقة المواطنين في الانتخابات التشريعية المقبلة ..؟ وهل أداء الرجلين يرتي إلى المستوى الذي يؤهل كلاهما ادعاء القدرة على حسن التدبير، سواء من موقع الأغلبية أو في المعارضة ..؟ وهل استفاد الرجلان من ما يعبر عنه المواطنون ضد أدائهما، سواء على المستوى الاقتصادي أو السياسي أو الاجتماعي أو الثقافي ..؟ وهل بن كيران المعني أكثر بدرجة الغليان والاحتقان الاجتماعي يدرك أنه لم يعد يمتلك ما يبرر به فشله في تدبير المرحلة وترجمة خطابه الانتخابي، وأن رهانه على الدروشة والتقية الدينية لن تنفعه في الاستجابة لمطالب المتقاعدين والعاطلين والعمال والموظفين والفلاحين وصغار التجار وسائر الفئات الاجتماعية التي تضررت من سياساته العمومية في جميع المجالات ..؟

بالنسبة لإلياس العماري فهو الآخر لا يزال مطالبا بشرح فلسفة الليبرالية الاقتصادية والسياسية والاجتماعية التي يتبناها ..؟ وحقيقة المواجهة للإسلاميين الذين يهددون مستقبله السياسي والانتخابي في الانتخابات التشريعية المقبلة ..؟ وهل سيتخلى مرشحوه عن الفساد المالي واستغلال البؤس والقهر الاجتماعي في الانتخابات القادمة ..؟

نحن في المستقلة بريس، لسنا ضد الرجلين في هذا “التسخان المبكر للطعارج” قبل الموعد الانتخابي، لكننا ضد هذا التحرك الفاقد للمصداقية في المواجهة بين الرجلين، بدل المواجهة بالبرامج والتصورات والمبادئ التي سيعتمدان عليها خلال الحملة الانتخابية المقبلة، وحبذا لو سمح لنا الرجلان بمتابعة مناظرة انتخابية مفتوحة وواقعية ووازنة تجعلنا في منأى عن هذه المواجهة بالمزايدة التهريجية المتخلفة التي تدينهما معا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق