كلمة النقابة

من يتحرك في الظلام لإيقاف الإشعاع والتوسع التنظيمي للنقابة المستقلة للصحافيين المغاربة ..؟

على ضوء البيان الصادر عن الأمانة العامة للنقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، حول “اللقاء التواصلي” مع مناضليها الذين لم تعرف إلى الآن الجهة التي دعت إليه بصفة قانونية، والذي لم يكن “اجتماعا عاما استثنائيا” -كما أرادت له الجهة المعنية- وقد عبرت عن ذلك الأمانة العامة في بيانها حول أجوائه، لينتصب السؤال عن الأطراف صاحبة المصلحة المباشرة في التحرك ضد النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، وافتعال الفرامل لوقف توسعها وإشعاعها ..؟ وكذلك هوية الأطراف الحقيقية والجهات التي تحركها من بعيد ..؟ والحق في ما جاء في بلاغ الأمانة العامة عن حقيقة اللقاء التواصلي، فإن لم يكن التخريب للجهود المسؤولة حتى تتمكن النقابة من استيفاء شروط عقد المؤتمر وملاءمة وضعها مع القوانين، فسيكون لا محالة الفرملة للمواقف المسؤولة التي تعبر عنها الأمانة العامة باتجاه جميع قضايا الوطن في المقالات المنشورة في جريدة المستقلة بريس.

صحيح، أن بصمات النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة في إثبات وجودها منذ طلب التحكيم الملكي، وانتقالها إلى تأسيس الفروع الجهوية والإقليمية ابتداء من مطلع سنة 2013، شكل مصدر الخطر على منافسيها في المشهد النقابي وعلى من لا تسايرهم في المواقف والاختيارات، وأصبحت رقما صعبا في المعادلة النقابية، نالت به رضى الخصوم قبل الأصدقاء .. وبالتالي، فإنها أصبحت تفرض ضرورة التحرك ضدها في الظلام من أجل فرملتها حتى لا تعبر عن رأيها وتقليص إشعاعها الذي تتبنى فيه مشروعها الديمقراطي الحداثي الذي لا يوجه باقي المنافسين في الساحة النقابية، ناهيك أنها منذ ولادتها وهي تصارع هؤلاء المتحركين في الظلام، الذين أصبحت بالنسبة إليهم مصدر الخطر على مصالحهم ونفوذهم، سواء في مجال الصحافة والإعلام أو في غيره من المجالات .. الذين يعرفون بقوة خطورة وجود إعلام ديمقراطي مستقل وحداثي ومترجم لسلطة رأي عام دستوري.

إن هذه المقاومة المنظمة للنقابة المستقلة للصحافيين المغاربة هي التي منحتها الاستمرار في الالتزام بمواقفها وخطها التحرري الديمقراطي الحداثي الذي يوجه قناعاتها ومواقفها في جميع المجالات، وإن هذا هو الخط الذي جعلها قوة نقابية مدنية مواطنة مستقلة، وقد أرهب كل الذين يعارضوا وجود الإعلام الديمقراطي المستقل في الوطن ومنظماته الوطنية الملتزمة بفلسفته التحررية والديمقراطية، ولعل إصرار النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة على ترجمة هذا الخط رغم محدودية الوسائل وتعدد من يقاومون خطها الصحفي الوطني الديمقراطي هو الذي سمح بتحقيق كل النجاحات التي وصلت إليها على صعيد التأطير أو التنظير الذي سيكون له النجاح رغم كل الإكراهات والتوجهات المناهضة له.

لن نحتاج إلى جهد كبير لكي نعرف بقوة مواقف النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، وهي اليوم لاتخيفها هذه المحاولات اليائسة الرامية إلى فرملة مسيرتها .. وليكن الذين لا تروقهم هذه النقابة على بينة أن هذه السلوكات هي التي تمنح مسؤولي هذه النقابة مركزيا وجهويا وإقليميا الشحنة والقوة للمزيد من العطاء الذي يستجيب لانتظارات مناضليها المخلصين الذين انضموا إلى صفوفها عن قناعة، وكذلك عموم الفئات الاجتماعية التي تنوب عنها في مواقفها .. وليعلم هؤلاء أيضا أن النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة اختارت طريقها ورزمة الأهداف التي تناضل من أجلها، ولن توقفها هذه التحركات المشبوهة التي تمارس عليها في الظلام من القوى المناهضة التي تبحث عن مصالح ذاتية .. وستظل ثابتة على مواقفها مهما كانت التضحيات التي ستدفعها مقابل ترجمتها التي كانت سببا في وجودها منذ انطلاقتها الأولى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق