للمستقلة رأي

ماذا بعد رهان المخزن على “الفلقة” والتعذيب ياعبد اللـه الدامون ..؟!

DAMOUNE

من الكبائر التي لا يزال من يعتبرون أنفسهم من القوى الناعمة، ومن أهل الفتوى والتحليل السياسي والمعرفي والإيديولوجي، ما ذهب إليه مدير نشر يومية المساء في افتتاحيته لعدد يوم الخميس 07 ابريل الجاري، بعنوان: “منذ البداية رضي بن كيران ب”الفلقة” فلماذا يحتج ..؟” حيث عوض أن يكون على صواب مع ذاته المفكرة التي صاغت هذا العنوان، وبدأ يتظاهر وكأن المخزن في المغرب يعرف بحكم التجربة التاريخية متى يستعمل “الفلقة” مع معارضيه، وأن بن كيران الذي أخذ نصيبه من “الفلقة” حينما كان ناشطا في الجماعة الإسلامية، وأنه يتلقى نفس “الفلقة” اليوم من المخزن الذي قبل به رئيسا لحكومة ما بعد دستور 2011 .. فهل يعتقد مدير المساء أن المهنية الاحترافية في استعمال “الفلقة” وقفا على المخزن المغربي الذي لم تكن علاقته طبيعية ودستورية وديمقراطية في سنوات الرصاص، ولا يزال يستعملها بدون اللجوء إليها بالطريقة التقليدية ..؟ وبالتالي، أن بن كيران عليه أن يستوعب الدرس، ولا يبحث عن المبررات للمخزن الذي يستعمل نفس “الفلقة” معه بطريقة متحضرة وراقية، وأن لا يعتقد نهائيا أنه أذكى من المخزن في تعاطيه مع “الفلقة” كلما كانت الحاجة ماسة إليها، وأن احتجاجه اليوم على استمرار “الفلقة” معه بدون وجود مبرر إليها وعن طريق حلفائه في الحكومة .

إن ما يفجر خلافنا معك يا عبد اللـه أنك من جنس مناضلي مرحلة تاريخية انتهت بما لها وما عليها، وأنه لاحاجة إلى الاشتغال عليها اليوم في تحليل شروط المرحلة الراهنة التي لم يعد فيها اللجوء إلى “الفلقة” كما كان الأمر مع معتقلي سنوات الرصاص، ثم أنك من الذين لا يزالون يتاجرون بعدد من الشعارات عن هذه الفترة التي كان التوتر فيها كبيرا بين الدولة والمعارضة، أما اليوم فلا حاجة إلى الاختفاء وراء توظيفها للنيل من الدولة التي وفرت كل أسباب الاشتغال على القيم الديمقراطية، والدولة المدنية الحديثة، بما فيها دعم الأحزاب والنقابات من أجل إسهامها بوظائفها التأطيرية والنضالية والانتخابية.

إن ما يجب الوقوف عنده يا عبد اللـه الدامون، أن حالات ضحايا سنوات الرصاص أضحت من الماضي، وأن استعمال “الفلقة” مع من وصلوا إلى الحكومة بالانتخابات مجرد كلام عار عن الصحة، وأن من فشل لم يكن المخزن وراء فشله، وإن فشل بن كيران اليوم فلا يجب أن يحسب ذلك على المخزن الذي يتعامل مع الأغلبية والمعارضة على قدم المساواة، وإن جدد المخزن وطور “الفلقة” التي تتحدث عنها، فأنت نموذج للقوى الناعمة التي (تأكل النعمة وتسب الملة) ولا يوجد خلاف بينك وبين بن كيران الذي يحتج ليس بسبب “الفلقة” التقليدية، ولكن ضد “الفلقة” المتطورة التي يتحمل مسؤوليتها في طريقة تدبيره للشأن الحكومي، وفي عدم انسجام تحالفه في تنفيذ برنامج حكومته.

لن نعمق الجرح في الحديث عن هذا الأسلوب في اللغة الصحفية والإعلامية المخدوم، الذي يمارسه مع كامل الأسف من يعتبرون أنفسهم من الصفوة العالمة بالمسكوت عنه من أجل الحصول من وراء الكواليس على الامتيازات والمصالح التي ينكرون توصلهم بها بالواضح والمرموز مقابل ممارسة هذه المعارضة الإعلامية المخدومة لإعطاء الصورة الدعائية المطلوبة في الداخل والخارج فقط، وإن كنت يا عبد اللـه متعارض مع موقفنا، فنحن على استعداد في المستقلة بريس للحوار معك حول هذا الموضوع، الذي تحاول أن تلعب فيه دور المحامي لرئيس الحكومة في قضية خاسرة من البداية، وسنكون سعداء إن تفضلت بالحوار معنا في مثل هذه الموضوعات التي نعرف مساحة المسموح بالكتابة فيها الذي تتجاوزه لحاجة في نفس يعقوب، وتأكد أننا نفهمها (طايرة) قبل أن تحولها إلى مفردات في جمل هذه المقاربات التي تجود بها على القراء من حين لآخر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق