للمستقلة رأي

من هو “الشعب الطماع” في حزب التقدم والاشتراكية يارشيد نيني ..؟!

50

إن كل ما قلته يا رشيد نيني في حق نبيل بنعبد اللـه لا أحد يزايد عليك فيه، فقد عرضت وبسطت طبيعة سلوك الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية في التحالف الحكومي، وفي العلاقة مع حزب العدالة والتنمية، وبينت طبيعة الغزل المفضوح بين قيادتي الحزبين التي لا تتلاءم ومرجعيتهما الحزبية المتناقضة جذريا، إلى غيرها من جوانب الاختلاف العميقة بين الحزبين التي كان من المفروض أن تكون عائقا في وجه التحالف الحكومي الذي يجمعهما حاليا.

ما يثيرنا في عمودك عن “الشعب الطماع” هو عدم توضيحك لهوية هذا “الشعب الطماع” في حزب التقدم والاشتراكية .. هل هو قاعدة هذا الحزب، أم قيادته في شخص أمينه العام ..؟ مما جعل العنوان عائما .. وبالتالي، أصبحت تهمة “الطمع” تهم الشعب المنتمي إلى حزب التقدم والاشتراكية، وهذا تعميم في غير موضوعه .. ذلك، أنه في شعب هذا الحزب هناك الشرفاء والمناضلين الغير الراضين على انبطاح قيادة الحزب وتحالفها مع العدالة والتنمية في الحكومة الحالية .. وهناك تيار في هذا الحزب لا يزال يطالب بفك هذا الارتباط الحكومي، والبحث عن تحالفات مع الأحزاب القريبة منه سياسيا وإيديولوجيا.

لن نختلف معك يا نيني في شرحك لمفهوم “الطمع” الممارس من قبل قيادة التقدم والاشتراكية في شخص الأمين العام الذي عليه أن يخرج عن الصمت ويبرئ نفسه من هذه التهمة التي عبر عنها العنوان “الشعب الطماع”، ويوضح للرأي العام ولصاحب العمود طبعا ما ينفي ذلك، إذا كانت قرينة البراءة تحتاج إلى الشجاعة وروح المسؤولية .. اللهم إن كان نبيل بنعبد اللـه لاتهمه حقيقة ما جاء في عمود نيني الذي استعرض طبيعة الهرولة في سلوك قيادة حزب التقدم والاشتراكية التي لا يمكن أن تكون مقبولة من عموم مناضلي هذا الحزب المغربي اليساري.

لن نكون في جريدة المستقلة بريس لا مع نيني، ولا مع زعيم حزب التقدم والاشتراكية، إلا أن ما يهمنا في هذه المقاربة لعمود جريدة الأخبار هو إثارة انتباه صاحب العمود إلى استعمال كلمة “الشعب” لم تكن موفقة في عموده، لأنها تتجاوز زعيم الحزب إلى كافة مناضليه، وهذا في نظرنا توظيف غير صحيح لكلمة “الشعب” في العمود، وتفرض على صاحبه التوضيح حتى لا يكون عموم مناضلي حزب التقدم والاشتراكية ضمن “الشعب الطماع”، ونظن أن الجوقة التي تشارك نبيل بنعبد اللـه هي المعنية لانخراطها الفعلي قي قسمة كعكعة التحالف الحكومي، وحتى هذه الجوقة قد لا تكون من “الشعب الطماع”، لأن من بينها أيضا من لا يستحقون هذا النعت القدحي، ممثلا في صفة “الطمع” المجسدة لسلوك أخلاقي مرفوض ومنحرف .. فهل يثير عمود نيني حفيظة قيادة حزب التقدم والاشتراكية للرد عليه، وتوضيح المسكوت عنه في طبيعة التحالف مع حزب العدالة والتنمية ..؟ وتبرئة الذمة من تهمة “الطمع” المشار إليها في عمود نيني ..؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق