للمستقلة رأي

قناة السويس الجديدة .. إنجاز تنموي تاريخي مصري بامتياز ..!

SUIS

المستقلة بريس / متابعة

بعيدا عن لغة المجاملة أو الدعاية المجانية، يمكن وصف إنجاز مصر للقناة الثانية في المجرى الملاحي للسويس إنجازا تنمويا تاريخيا للشعب المصري بعد تورثي 25 و 30 اللتين عصف فيهما بحكم رئيسين في فترة قصيرة، حيث تمكن من إنجاز القناة الثانية في سنة، وعلى مسافة 35 كلم .. أكد الخبراء لرئيس الجمهورية أنها تحتاج إلى ثلاث سنوات، وستسمح بمرور 97 سفينة يوميا وبعائد سنوي يفوق 11 مليار دولار أمريكي، ناهيك عن المشاريع التي ستنجز على ضفتي القناة القديمة والجديدة التي ستخلق ملايين فرص العمل، وستسمح لمصر ب. 80 بالمائة من تجارة العالم التي تمر منها، والتي لها فوائد ضخمة على الميزان التجاري و الشغل والضرائب المرتبطة بها، وبالخدمات التي لها علاقة بمرورها.

إن افتتاح القناة الجديدة يمثل تحديا مصريا للشعب المصري الذي أبهر العالم بقوة الالتزام بزمن الإنجاز، رغم كل الإكراهات التي تواجهها مصر بعد الإطاحة بنظام الإخوان، ومن حق العرب جميعا مشاركة الشعب المصري العربي الشقيق في هذه الملحمة التاريخية الحضارية، التي تحسب للرئيس المنتخب الجديد عبد الفتاح السيسي .. ولا يمكن لنا في النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، إلا أن نفخر كفاعل مدني مستقل بهذا الإنجاز البطولي الذي حققه الأشقاء في مصر الذي يعود بها إلى مكانها الطبيعي في قيادة الوطن العربي.

ما أروع إذن أن يتمكن العرب من إقناع الغرب بالقدرة على المنافسة والتحدي، رغم كل المناورات الاستعمارية التي يحيكها للشعوب العربية، التي تجري هذه الأيام الأحداث التي تؤكد على تمادي هذا الغرب في تعاطيه الاستعماري مع تطلعات العرب إلى الحرية والتنمية والديمقراطية، التي يتغنى بها فقط، ولا يؤمن بممارستها في باقي الوطن العربي والعالم حتى يحافظ على تأمين مصالحه الإستراتيجية السياسية والاقتصادية، من المؤكد أن هذا الإنجاز المصري سيمنح الدولة إمكانية التخفيف من الضغط السكاني على مجرى النيل الذي سيستقطب معظم سكان مصر الآن، وسيخلق المناخ الذي يتيح نهضة الاقتصاد المصري صناعيا وتجاريا، ويوفر فرصا هائلة للشغل بالنسبة للعاطلين، وتنوع مصادر الثروة المحققة للاكتفاء الذاتي، ويطور الميزان التجاري.

هكذا هي الشعوب في حياتها دائما مصدرا للإلهام والإبداع، رغم كل الضغوط والتحديات التي يمكن أن تواجهها، وهذا ما ينطبق على الشعب المصري الذي خرج منتصرا من أزمة الحكم إلى الانخراط في معركة التنمية ليضع العالم أمام مصلحة اقتصادية ومعمارية كبرى تشكل عنوانا عريضا على الانتصار على القهر السياسي والاقتصادي، والقدرة على رفع التحدي والإضافة والتحديث في أبوابها، وهذا ما يفسر في تاريخ الشعوب التي تمتلك حرية إرادتها في بناء نفسها وإثبات وجودها، وهو درس حتى لمن لا يزال يشكك في قدرة الشعوب على صنع تاريخها بنفسها، ومن الآن يجب الاستئناس بالتجربة المصرية في الحكم على مصير الشعوب التي تنتصر دائما على من يعرقل تطورها وتحررها، ونعتقد في النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، أنه درس ميداني للنظام الرسمي الغربي حتى يواصل إصلاحاته لصالح الشعوب العربية المتطلعة إلى الأفضل، خاصة بعد انتفاضتها في الربيع العربي في محاربة الاستغلال والاستعباد والدعوة إلى تعميق التحرر السياسي والاقتصادي والثقافي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق