أحداث دولية

سايكس بيكو ثانية ..!

             عبد الصمد لفضالي

إن تLAFDALIنافر الأنظمة العربية والصراعات السياسية تحت غطاءات طائفية ومذهبية بالشرق الأوسط التي تهدد دول المنطقة بالتقسيم، تذكرنا باتفاقية ًسايكس بيكو التي تستوفي هذه الأيام قرنا من الزمن على مرورها، فلقد تم التوقيع على هذا الاتفاق يوم 16ماي 1916، من طرف فرنسا وبريطانيا و روسيا، وذالك قبل سنتين من الثورة البلشفية التي أطاحت بروسيا القيصرية، قبل أن تحظى بنصيبها من التركة العثمانية، و وقع هذا الاتفاق كل من منظر السياسة الخارجية البريطانية آنذاك “مارك سايكس” و السفير الفرنسي بلندن “جورج بيكو”، بهدف تقسيم الولايات العثمانية، خصوصا منها العربية بين أقوياء الحرب العالمية الأولى، و هكذا قسمت الشام إلى سوريا و لبنان و الأردن، و وضع على رأس هذه الدول الجديدة أنظمة لها اتجاهات سياسية متنافرة يصعب التوافق بينها، و بعد رسم الحدود حسب المصالح السياسية لكل من بريطانيا و فرنسا، كانت مصر و العراق و فلسطين و الأردن من نصيب الإنجليز، و سوريا ولبنان و الجزء الشمالي من إفريقيا تحت الاستعمار الفرنسي، و كان من بين نتائج هذا التقسيم المشؤوم، صدور وعد ” بلفور” سنة 1917، الذي ربما كان من أهداف اتفاقيات “سايكس بيكو” لزرع وطن لليهود بفلسطين، و ذلك بإيعاز من لوبي يهودي بدأ يتحكم في العلاقات الدولية، أو تم استغلال سقوط الإمبراطورية العثمانية و التدهور الفكري و السياسي للدول العربية من طرف اللوبي اليهودي للهجرة لأرض ” الميعاد” .. فهل ما تشهده الدول العربية، و خصوصا الشرق أوسطية من اضطرابات هي “سايكس بيكو” ثانية ..؟ بهدف هيمنة الدول العظمى على المنطقة أكبر وقت ممكن ..؟ لكن يجب أن نعرف بأن تقسيم الدول ليس قدرا، و إنما هو سببا مباشرا لسياسة التفكك، و الصراعات السياسية من أجل السلطة و الالتصاق بكراسي المسؤولية على حساب وحدة وتقدم المجتمعات، فبدل أن يستغل التنوع الطائفي والعرقي كقوة يتساوى فيها الجميع أمام القانون، ( أنظر المجتمعات الأوروبية ) ما يربو عن عشرة أجناس و أعراق، وحرية في التدين و تعايش يرتكز على العدل و القانون تحت سماء اتحاد أوروبي متناسق.

إننا لا ننكر بأنه بقدر ما تكرس الدول العظمى الديمقراطية داخل بلدانها، بقدر ما تكون – بضم التاء – مع بعضها البعض “عصابة قراصنة” تنهب غيرها من المجتمعات المتخلفة، وتبتز المتحكمين في مصير الشعوب المستضعفة، ولكن ألم تكن كوريا الجنوبية مستعمرة من طرف اليابان ولم تحصل على استقلالها إلا في سنة 1948م ..؟ ثم دخلت في حرب بالوكالة عن الولايات المتحدة الأمريكية مع جارتها الشمالية سنة 1958م، و كانت آنذاك مصنفة مع دول العالم الثالث، لكنها لم تربط مصيرها بتاريخها، بل استفادت من هذا التاريخ، و أخذت بأسباب التقدم فأصبحت قوة إقليمية في شرق آسيا، وأضحت رابع اقتصاد أسيوي، رغم شح ثرواتها الطبيعية مقارنة مع دول الشرق الأوسط، وغزت بصناعتها الأسواق العالمية .. فأين يكمن الخلل بالنسبة للمجتمعات المتخلفة ..؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق