أخبارمجتمع

تاونات: شركة إنهاز (INHAZ ) للتدبير المفوض للنظافة بالمؤسسات التعليمية تَدُكُّ في ظروف غامضة ما حَرَثَتْهُ الحكومة في وِلاية كاملة

TAOUNATE 5

صورة لاعتصام عاملات النظافة أمام مقر عمالة تاونات

عبد الله عزوزي

قادِماتٍ من كل جهات الإقليم، في زيهن التقليدي الأصيل، الذي يقول الكثير عن مبادئهن وعلاقتهن بالأرض والوطن والأصالة، واصلت أزيد من ستين عاملة من عاملات النظافة اعتصامهن المفتوح الذي قرَّرْن أن يُوَزِّعْنَ ساعاته العصيبة بين المرابطة على أبواب المديرية الإقليمية للتعليم بتاونات و بين عمالة الإقليم، باعتبار الرمزية الكبيرة للموقعين وعلاقتهما بمشكل اجتمعت فيه كل ضروب العبث بالغير و الاستهتار بحقوق المواطنين والقفز على قوانين الشغل.

السيدات القادمات من طهر السوق وفناسة باب الحيط وبوهودة والخلالفة و عين عائشة و عين مديونة وبوعادل وبوهودة و تيسة وغفساي و الوردزاغ و مولاي بوشتى، فضلا عن العاملات منهن بتاونات المركز، و اللائي أمضين شهور الموسم الدراسي يتعقبن أوساخ التلاميذ، ويجففن تحت أقدام مدراء المؤسسات التربوية بالإقليم، تختزل نهاية حلم مغرب اعتقد الكل ذات يوم أن حركة 20 فبراير قد شكلته بنضالاتها وتضحياتها، و أن المغرب سيدخل منعطفا جديدا يبدأ باليومين المواليين لخطاب 09 مارس و محطة 25 نونبر من سنة 2011.

نعم، لقد بذلت الدولة مجهوداً جباراً في سبيل إرساء قواعد العدالة الاجتماعية والقطع مع التسيب والاستعباد والهروب من المساءلة ولي أذرع الاتفاقيات والقوانين. لكن عندما تصغي للمتضررات و تعلم أنهن كن يشتغلن بمقابل زهيد جداً، ( تدفعه اتصالات المغرب مضاعفا كمكافآة أنية وفي رمشة عين لكل زبون يعبأ هاتفه ب 100 درهم)، وأنهن لم يَتَلَقَيْنَ “رمادهن” الذي يُفتَرضُ أن يَرُشَّهُ المُشغل في أعينهن، عند نهاية كل شهر، منذ أزيد من سبعة أشهرٍ، و أن منهن من اضطررن أحيانا – كما قالت السيدة خديجة للجريدة – إلى شراء وسائل العمل من جيوبهن، حينها ستتأكد أن رئيس شركة INHAZ قد ضرب في الصفر تراكمات الحكومة في مجال التشريع والقوانين .. فأين صاحبنا من الحد الأدنى للأجور الذي حددته الحكومة في 3000 درهم شهريا ..؟ و أين هو من امتيازات التأمين و التغطية الصحية ..؟ و أين هو من التعاطف الذي ما فتأت حكومة الربيع المغربي تبديه و تبرهن عليه اتجاه الطبقات الهشة، خاصة اليتامى و الأرامل .. و المرأة عموما، من خلال الدعم الذي سنته لفائدتها ..؟

بطل الفيلم الذي يتم تصويره حاليا بعاصمة الإقليم يريد أن يمحي بالممحاة و الحبر الأبيض ما راكمه الشعب المغربي الأبي في ملحمته التي انطلقت قبل سنوات، و ما تَسَلُّمُ رئيس الشركة لمبلغ خمسين مليون سنتيم الذي وعدته به المديرية الإقليمية و نفذته، و إقدامه بعد ذلك على غلق الهاتف في و جه المسؤولين و التواري عن الأنظار إلا سلوكا يؤكد ما نقوله و يآزره.

لا نشك في أن من إرث سنوات الفوضى و الصفقات المشبوهة التي ورثته هذه الحكومة هو ملف التدبير المفوض الذي انطلق مع العشرية الأولى من القرن الواحد و العشرين، والذي كان يتم التشغيل فيه بنسخة من البطاقة الوطنية فقط .. صفقات تفجرت عبر ربوع المملكة يتم فيها تشغيل المرأة المغربية التي يقال عنها أنها نصف المجتمع وأنها تلعب دورها و دور غيرها، و أنها “مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق” ..! صفقات يدخلها المضاربون ب صفر درهم و يخرجون منها بالفلل و العمارات و رباعيات الدفع.

و قبيل إحالة هذه المادة على النشر، تداول نشطاء و حقوقيون محليون عبر صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي خبر إقدام السلطات المحلية على استدعاء القوات العمومية من أجل تفكيك المعتصم و تفريق المعتصمات اللائي إلتَفْنَ حول شعار محوري صدحن به طويلا يقول “الملك حررنا .. و الشفارة سرقونا”، و هو شعار يعكس وَعْيُهُنَ بما تريده الدولة و بما لا يريده أعداء الدولة .. حدث هذا لحظات قليلة بعد تناول المعتصمات لوجبة الإفطار الجماعي لليوم التاسع من شهر رمضان الذي ” إذا جاء فتحت أبواب الجنة، وغلقت أبواب النار، وصفدت الشياطين”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق