نافذة على الثقافة و الفن

أنا “ماشي ساهل .. أنا مومو واعر ..!”

 

LAFDALI

 

 

عبد الصمد لفضالي

إن من بين الأسباب التي يسببها نعت بعض النساء المغربيات، تارة بالشعوذة و الدجل، تارة بالميوعة من طرف بعض ” الفنانين ” والمغنين المصريين و اللبنانيين، ترجع بالأساس إلى الهالة التي يحاط بها هؤلاء السفلة من المحسوبين على “الفن” من طرف السذج من بني جلدتنا ..!

إننا نقول لهذا النوع من ” الفنانين ” الذين لا يتورعون في بيع كرامتهم – إن كانت لهم كرامة – وأجسادهم للمخرجين و الملحنين، من أجل المال وشهرة لا تستهوي إلا المنحرفين من المراهقين، بأن اﻷصل في الفن هو استثمار وقت الفراغ في تهذيب النفس والرقي بالأخلاق و الإشارة إلى المشاكل الاجتماعية من أجل معالجتها، فهكذا بدأ الفن والمسرح عند الإغريق وغيرهم من الحضارات القديمة، و ليس من الفن تمجيد الميوعة والكلام التافه و البذيء، وممن ارتوى من نفس هذه الهالة، أحد المغنيين، ولا أدري كيف سقط الذوق الفني حتى قطر السقف بمروجي هذا النوع من ” الفن ” ..؟ حيث وصف صاحبنا نفسه بأنه ” ماشي ساهل ” وكأنه اكتشف علاجا لمرض خبيث مخففا بذلك من آلام الإنسانية، أو استنبط معادلات رياضية واختراعات فيزيائية تمكننا من النفوذ إلى أقطار السماء حتى نرفع هممنا بين همم المجتمعات المتقدمة، أو أوجد نظريات اقتصادية نستطيع عبرها مواجهة التحديات المستقبلية ..!

فهل حققنا كل شيء حتى نرجع بثقافة شبابنا قرونا – لا أخلاقية – إلى الوراء ..؟ و هل وصل مستوى ثقافتنا إلى هذه الدناءة ..؟ ففي زمن ثقافة ” الصح والمعقول ” كان الشباب ينتقدون حتى شعر نزار قباني ومحمود درويش و مرسيل خليفة، فما بالك دجل عفوا زجل ” أنا ماشي ساهل و قالت لي الوالدة أنت واعر”، (هكاوا على مومو بوخرصة .. ! خصو غير نعومة دلع ).

كما أن بعض الشركات العقارية عوض أن توظف في إشهاراتها مهندسين لهم خبرة في البناء والتشييد بهدف ثقفي أثرهم من طرف الجيل الناشئ، يجيشون مخلوقات لا علاقة لها بميدان العمران، و لا يدركون حتى الآثار التخريبية ل ” فنهم” أو عفنهم على المبادئ والفطرة والأخلاق .. فيا أمة بكت من سذاجتها الأمم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق