أخبارملفات و قضايا

الحاج نبيل بن عبد اللـه والتوظيف الانتخابي المبكر لاسطوانة التحكم المشروخة ..!

el-hadj

إنه السقوط المدوي للحاج محمد نبيل بن عبد اللـه، الذي اتضح أنه لم يتعلم من الفكر الشيوعي والاشتراكي أي شيء، وهو الرفيق الذي كان يتباهى بتحالفه الإيديولوجي مع بن كيران في التحالف الحكومي الذي انتهت ولايته على إيقاع الفشل في جميع المجالات عبر الاختباء وراء اسطوانة التحكم التي لم تصمد منذ الإعلان عنها من قبل رئيس الحكومة، سواء في النسخة الأولى أو النسخة الثانية، وتبين في أكثر من مناسبة أن من يعبرون عنها يبحثون عن الترويج للمظلومية بأي ثمن للتملص من المسؤولية الحكومية في الإخفاقات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي وقع فيها الفريق الحكومي على امتداد عمر ولايته وأغلبيته البرلمانية.

إن الإفراط والخروج بمواقف مغلوطة اتجاه هذه المخلوقات الخرافية، كالتحكم .. المخزن .. الدولة العميقة .. العفاريت والتماسيح، التي أصبح يروج لها أهل الأغلبية الحكومية، ومنهم الحاج نبيل بنعبد اللـه تعكس الحالة النفسية والعقلية الغير الطبيعية التي أصبح عليها هؤلاء اتجاه حزب الأصالة والمعاصرة، الذي يواجههم في واضحة النهار، وبنفس الأسلحة المتاحة أمام جميع الأحزاب، ولا يدع أن هناك من يصونه ويقويه في المشهد السياسي الوطني، وهذا ما غاب عن زعيم حزب التقدم والاشتراكية الذي اعتبر التحكم الدولتي هو المدعم الأول لحزب الأصالة والمعاصرة، وهذا ما يتنافى والواقع الحزبي الوطني الذي كان على أحزاب المعارضة أن تتموقف من حزب الأصالة والمعاصرة الذي كان من أبرز أحزابها ضد الأغلبية الحكومية، لذلك يجب على الحاج بنعبد اللـه أن يناقش الموضوع من خلال نقاش سياسي موضوعي، بدل الاختفاء وراء أحكام قيمة لم يعد المشهد السياسي والدستوري الوطني يقبل بها.

كان على أمين عام حزب التقدم والاشتراكية، عدم المخاطرة بالقول أن هناك تحكم يعرقل الحكومة في أداء مهامها، لأن هذا التحكم الذي يتحدث عنه من صنع خياله، ولا يختلف في الموقف منه مع رئيس حكومته التي نعتقد أنها تواجه التحكم أو المخزن أو الدولة العميقة والتماسيح والعفاريت وكلها مخلوقات وهمية لتبرير الفشل في تدبير الشأن العام، في الوقت الذي صدرت عن هذه الحكومة قرارات للتحكم الذي تمارسه على المغاربة، وما أكثرها وفي جميع القطاعات/ ولا تملك الحكومة بأحزاب تحالفها ما يمكن أن تتهرب به من المسؤولية في القرارات التحكمية اللاشعبية التي اتخذتها ضد عموم المغاربة.

إن نبيل بنعبد اللـه وغيره من الذين يتحدثون عن التحكم يجسدون في واقع الأمر من يريدون الضحك على المغاربة بالمكشوف، وهذا ما يدركه أقل المغاربة اهتماما بالشأن السياسي والحزبي والعام .. ونظن في المستقلة بريس أن “مول رمز الكتاب” تنكر لشعار المعقول الذي كان يزين به تعليقاته وخرجاته وردوده، وأنه باتهامه الغير المباشر لفؤاد عالي الهمة يحاول أن لا يخرج عن صاحب المصباح الذي يتهم التحكم الوهمي بعرقلة العمل الحكومي وترجمة البرنامج الحكومي، بينما الواقع هو أن التحالف الحكومي كان فاشلا في تدبير الشأن الحكومي .. وتكفي المؤشرات التي صدرت عن المؤسسات الدولية والوطنية ذات الصلة للتأكيد على حجم الخطأ السياسي الواضح الذي سقط فيه من يحتمون بالتحكم لتبرئة أنفسهم من الفشل الحكومي.

صدق بيان الديوان الملكي، وكذب الحاج بنعبد اللـه صاحب رمز “الكتاب”، وما أكد عليه بيان الديوان الملكي يعكس موقف الرأي العام الوطني الذي كشف المسكوت عنه في توظيف أسطوانة التحكم المشروخة في الوقت المناسب .. ويحق لنا في المستقلة بريس، لسان حال النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة من خلال متابعتها النقدية للأداء الحكومي أن تكون وجهة نظرنا في سياق ما عبر عنه بيان الديوان الملكي .. وليطمئن الحاج محمد نبيل بنعبداللـه من أن المغاربة ليسوا سذجا، ومن أن لغة البولميك التي استعملها عفا عنها الدهر، وإن كان يعتقد في حملته الانتخابية المبكرة أنه كان على صواب فقد وقع في الخطأ وفي شباك الجهل السياسي الكبير بمحيطه الاقتصادي والاجتماعي والثقافي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق