منبر حر

نصابون في حالة العود ..!

lafdali

عبد الصمد لفضالي

مع اقتراب كل استحقاق انتخابي تخرج علينا طينة من الناس يقومون بتبييض أعمالهم الخسيسة بسعيهم إلى ” أعمال البر و الإحسان “، و ذلك بخلعهم كساء “دراكولا” الذي يمتص كل شيء حتى مياه مجاري الصرف، و يلبسون جبة الراهب الزاهد في كل شيء، و أثناء الحملة الانتخابية يغررون – كعادتهم – السذج بوعود و التزامات لن يحققوها أبدا، وعند إشراف الحملة الانتخابية على الانتهاء يعززون تحركاتهم برمي ” العار” و تقبيل الرؤوس والأيادي، وإغداق سماسرتهم بالمال لشراء رؤوس الأغنام من “الناخبين”،
و عند اشتداد وطيس المعركة الانتخابية لا يتورع هؤلاء ” الساسياويون ” من التسوس و ليس التسييس عن تجنيد (الفيدورات و الحياحة) لإرهاب منافسيهم ، و بعد ليلة ” الدخلة” أو ليلة اغتصاب الديمقراطية ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا، حيث يفوز من يفوزو يخسر من يخسر يتوارون عن الأنظار تحت تهليلات الرعاع و الأتباع إلى أن تعود الأمور إلى ما كانت عليه، و يتعايش السذج مع ” القوالب ” التي ابتلعوها ، ثم يعود هؤلاء الحثالة إلى سيرتهم الأولى “دراكولات” بأنياب مجوفة.

مما يزيد في ترسيخ هذا الواقع السياسي البئيس عزوف النخبة المثقفة و الشريحة المهتمة بهموم المواطن عن المشاركة في الانتخابات تاركين المجال للعوام الذين معظمهم يعتبرون الاستحقاقات الانتخابية مجرد لعبة سياسية يجب المشاركة فيها، و يجهلون بأن العملية الانتخابية حتى و إن كانت نزيهة لا تهمهم في شيء، و إن ما يهمهم ما سيتحقق من وعود و عهود، و النضال من أجل ترسيخ ثقافة المحاسبة و المتابعة القضائية مع ظروف التشديد في حالة خيانة أمانة البلاد والعباد، فلا ديمقراطية بدون أخلاق، وان لم يكن هناك أخلاق فالديمقراطية لن تتحقق إلا بالمحاسبة، و في السياق نفسه يجب طرح سؤال على أولائك البرلمانيين، و خصوصا منهم المتقاعدين الذين يعرفون جيدا بأنهم اقتحموا قبة البرلمان بالتزوير و شراء الذمم كيف يشعرون وهم يتقاضون رواتب تقاعدهم من عرق جبين المواطنين ..؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً

إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق