أخبارمنبر حر

الأشجار تموت واقفة

د. نجاة الكص

نجاةإن الحياة تمج القعود والجمود و الركود، لأن الكون كله في حركة دائمة والإنسان هو جزء من هذا الكون، بل هو محوره، وعليه أن يتحرك معه، خاصة أن الحياة تسير، بل تكاد تجري بسرعة الصوت، وهي لا تنتظر أحدا، فإما أن تمشي في موكبها وإما أن تبقى في مكانك، فهي لا تنتظر القاعدين.

كلنا مطالبون أن نساير حركة الكون ونتحرك لنقوم بكل ماهو إيجابي يشعرنا أننا أحياء، وليس مجرد أجساد متحركة ماتت قبل أن تموت، أدبيا و معنويا، أو كأموات يعيشون فوق الأرض، ماتوا قبل أن تنزع أرواحهم لتنتقل إلى العالم الآخر .. إن القعود والجمود وعدم الحركة صفة مذمومة من طرف كل الأديان السماوية، وكذا النواميس الكونية والأعراف والقوانين، فضلا على أن الطبيعة تمج الفراغ والكسل والقعود، وتمجد الحركة و السعي والعمل والكفاح ومجاهدة النفس.

إن القرآن الكريم يثني على العاملين، ورسولنا الكريم ثبت عنه أنه كان يقول إن المؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف .. فنحن ملزمون أن نتحرك ولو كانت ظروفنا صعبة وقاسية، المهم أن نتحرك ولا نبقى في مكاننا جامدين، فإن لم نستطع المشي فلنزحف، وإن سقط أحدنا أرضا فليجاهد ويقاوم لينهض مرة أخرى، المهم أن لا نتوقف مادامت الروح لازالت تذب فينا، لا يليق بنا أن نتوقف أبدا عن السعي والسير، ولنحاول ونحاول بدل المرة ألف حتى تصبح الحركة الإيجابية عادة فينا، فلنتشبه بالأشجار التي تأبى أن تموت إلا وهي واقفة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق