أخبارللمستقلة رأي

بن كيران ولغة الحوار المطلوب منه في الولاية التشريعية الجديدة

ben-ben-ben-kirane-00

12193

لازلنا كباقي مكونات الرأي العام ننتظر الإعلان عن الحكومة الجديدة التي سيقودها حزب العدالة والتنمية في ولايته الثانية، كما لا نعرف طبيعة تعامل رئيس الحكومة مع المعارضة وكافة من يعتقد أنهم خصومه في الوطن .. ونتمنى أن يكذبنا في القناعة التي كوناها عنه في الولاية السابقة، وأنه قادر على التغيير وعلى الارتقاء بسلوكه نحو الأرقى والأفضل، وأنه سيكون قد استفاد من ما راكمه في ولايته السابقة، وسيكون جديرا بالاحترام من أعدائه قبل أصدقائه .. وبالتالي، أن رئاسته للحكومة الجديدة ستكون مغايرة لنموذجها في الولاية الأولى المنتهية.

نقول هذا من وقعنا في النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة عبر لسان حالها جريدة المستقلة بريس الإلكترونية، التي لا تزال كغيرها تنتظر الطفرة في سلوك رئيس حكومة وطنها، حتى يكون في المستوى الذي لا يقل عن الدول التي نحاول كمغاربة منافستها في نموذجها الديمقراطي، وفي أداء حكومتها للشأن العام.

ليسمح لنا صقور العدالة والتنمية وصقور أدرعه الدعوية والفيسبوكية والطلابية والنقابية والإحسانية أن نقول لهم، أن بن كيران هو رئيس الحكومة لجميع المغاربة الذين يملكون الحق في مساءلته، وفي تقييم أدائه، وفي أن يكون معبرا عن تطلعاتهم جميعا .. وبالتالي، فإن سؤالنا عن ما يجب أن يكون عليه أداؤه اتجاه خصومه من المعارضة وغيرها، لا يجب أن يعتبره هؤلاء اعتداء على شرعية موقعه الحكومي الدستوري ورمزيته السياسية الحزبية التي لا حق لنا كمغاربة في الطعن في مصداقيتها المرتبطة بقناعات مناضلي حزبه والجمعيات التي تنشط تحت وصايته.

إن قضية لغة رئيس الحكومة، التي لا زالت موضوعا للمتابعة من كافة الأطياف السياسية والنقابية والمدنية والدينية، تفرض نفسها بالنظر إلى ما يلاحظ على تدخلاته وردوده وخرجاته من تجاوز لأبسط القيم الأخلاقية التي يقوم عليها الحوار بين رئيس الحكومة وأي مواطن، فبالأحرى الذي يمثل إحدى المؤسسات من الأحزاب والنقابات و المجتمع المدني والإعلام والصحافة .. هذا الحوار الذي يجب أن يكون متحضرا وراقيا ومسؤولا ومتحررا من الانفعالات النفسية والعصبية على اختلافها التي توقعه في الأخطاء التي يصعب تداركها بعد ذلك .. ونظن أن بن كيران لا يقل نضجا واستقامة و ورعا بين إخوانه في المجتمع المغربي الذي تجمعه به المواطنة والأخوة واللغة والتقاليد وقيم العيش المشترك المغربي بكل عناصر خصوصيته الثقافية والدينية واللغوية والحضارية.

لن نتسرع في الحكم على نوايا السيد بن كيران، وما يفكر فيه في هذا المجال، وللرجل الحق في سلك ما يراه مناسبا لمواقفه وانفعالاته اتجاه الجميع، فليس هو المعني وحده بالسلوك المطلوب بين رئيس الحكومة وباقي الشركاء، فهم أيضا معنيون بالحوار الراقي، سواء في انتقاداتهم ومواقفهم حتى يكون لملاحظاتهم وتساؤلاتهم ما يفرض شرعية الحوار المسؤول بينهم وبين رئيس الحكومة، لأن الأخطاء والتجاوزات دائما متوقعة، والعبرة في الإصلاح والمعالجة لما يمكن أن يحدث في كل نماذج الحوار المفتوح .. ونعتقد أن الحاجة إلى الرقي بالحوار المطلوب أصبحت مسلمة ذات صبغة استعجالية بين كافة الأطراف .. خصوصا، الذين يوجدون في الأغلبية وحكومتها لإقناع خصومهم باحترام المرجعية الأخلاقية التي يشترك فيها الجميع.

إن فضيلة الحوار الجاد والمسؤول هي التي تعطي الانطباع والإحساس بالاحترام لطرفي المعادلة السياسية في ، وهي التي تشجع على القول أن تجربتنا الديمقراطية تتطور نحو الأرقى، خاصة في الحوار والتعاطي مع القضايا التي تطرحها مسؤولية رئيس الحكومة، فحتى الآخرون مطالبون بذلك، فليس الأمر كما يمكن أن يتصوره من يعتقدون أنهم حداثيون وليبراليون و … و … أنه بالإمكان القبول بإباحية سلوكاتهم الاستهلاكية والمرضية والعبثية، التي لا تتلاءم وطبيعة مجتمعنا المغربي وخصوصيته السوسيواقتصادية والسياسية والثقافية، حتى وإن كنا نشاركهم الإيمان بقيم ومبادئ الحداثة والعقلنة والديمقراطية وحقوق الإنسان في أرقى تطبيقاتها الكونية اليوم .. وعلى هؤلاء أيضا، مسؤولية حسن التعامل والرقي في ممارسة أدائهم في المعارضة للحكومة الجديدة، وإبراز عناصر القوة التي تسمح بالقبول بمواقفهم واقتراحاتهم وانتقاداتهم للذين يوجدون في الحكومة التي يقودها حزب العدالة والتنمية اليوم .. ونظن في النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، أن هذا الموقف العادل هو أقل مطلب يمكن أن يطرح على من يختلفون مع رئيس الحكومة بن كيران .. فهل سنعيش تنافسا حقيقيا بين مكونات ورموز الأغلبية والمعارضة في هذه الولاية التشريعية الجديدة، كما أننا ننتظر تحسنا حقيقيا في سلوك رئيس الحكومة الذي ظل مستهجنا ومرفوضا وموضوعا للسخرية حتى نهاية الولاية التشريعية السابقة ..؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق