كلمة النقابة

الشأن العام يا رئيس حكومتنا المقبلة يحتاج إلى الأخلاق والبرامج التنموية المنتجة ..!

نحن في النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، نشارككم يا ابن كيران في الدعوة إلى الالتزام بالمرجعية الأخلاقية في تصريف الشأن العام، سواء على الصعيد الوطني أو الجهوي أو المحلي، ومن يعترض على ذلك يصنف ضمن اللوبيات المدافعة على تحصين الفساد في الوطن، لكن هذا الشأن العام يا رئيس حكومتنا، يحتاج إلى جانب المرجعية الأخلاقية إلى امتلاك البرامج التنموية القابلة للإنجاز والمنتجة للثروة، ولفرض العمل وإصلاح الأعطاب والاستجابة للانتظارات.

لم يكن منتظرا أن نفتح الحوار معكم يا رئيس الحكومة المرتقبة على ضوء ما قلتموه لمنتخبي حزبكم في الجهات والجماعات، فكل ماجاء في تدخلكم تستحقون عليه التنويه والإشادة، انطلاقا من حرصكم على توجيه المنتخبين إلى المزيد من الالتزام بالمرجعية المجتمعية الأخلاقية التي لا غنى عنها في القيام بالواجب، سواء في الأغلبية أو المعارضة داخل المجالس الجهوية والجماعية، ولكن هل المواطنون يحتاجون إلى خدمات المنتخبين في الجهات والجماعات إلى ترجمة هذه المرجعية، أم إلى المشاريع التنموية التي تنقص جهاتهم وجماعاتهم الاقتصادية والرياضية والاجتماعية والصحية والإدارية والثقافية والرياضية ..؟ وهذا هو الورش الذي يجب أن ينخرط فيه المنتخبون ويتنافسون في الاستعداد والقدرة والخبرة والمعرفة على إنجاز مشاريعه.

من المؤكد، يارئيس حكومتنا الموقر أنكم تؤمنون حتى النخاع بأن العمل الجماعي والجهوي هو المختبر الحقيقي لترجمة رؤيا وبرنامج الحزب، سواء في الجماعات والجهات أو على صعيد العمل الوطني الحكومي .. فهل لكم أن تشرحوا لنا ماذا وضعتم كحزب من رؤى وبرامج تنموية تستجيب للحد الأدنى من انتظارات المغاربة ..؟ ومن دون شك أنكم على علم بمحدودية منتوج حكومتكم المنتهية ولايتها، وأن استمرار ثقة المغاربة فيكم ستكون مرهونة بالإضافة إلى النوعية التي ستقدمونها للمغاربة في تدبير الحكومة المقبلة، وأن الرهان على التمسك بالمرجعية الأخلاقية لن تخلق التحول النوعي في وجودكم مرة أخرى كمسؤولين على تدبير الشأن العام، الذي تعرفون عن قرب إلى ما يحتاج في هذه الظرفية التاريخية التي يمر منها الوطن.

نعم، كما قلتم، وهذا يحسب لكم، أنكم كباقي الأحزاب المغربية المطالبة بالجدية والاجتهاد في تحمل المسؤولية العمومية باعتبارها مفتاح استمرار عطف وثقة ومساندة المواطنين .. فهل وفرتم أو ستوفرون خلال هذه الفترة التشريعية الجديدة على ما يسمح بتحقيق هذه الأهداف التنموية التي أشرنا إليها ..؟ ولتعلم يا السي ابن كيران أن المغاربة يستحقون بذل كل الجهود للرفع من مستوى حياتهم وتلبية جميع تطلعاتهم كغيرهم من المجتمعات المعاصرة .. ولعل هذا ما يمثل أهم عوامل تأسيس الأحزاب والنقابات وجمعيات المجتمع المدني في الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة .. ولعل هذا أيضا ما تم تدوينه في دستور المغرب الذي يجب أن يعمل الجميع أغلبية ومعارضة على ترجمته في الواقع المغربي الراهن إن كنا جميعا نشترك في روح المواطنة الإيجابية من أجل تطوره وأمنه واستقراره.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق