أخباركلمة النقابة

بين الإعلام المسؤول والمنصات المعادية المتجاوزة للأخلاقيات والقوانين

 

لن نسم أصحاب المواقع العبثية والمتمردة في خطوطها التحريرية، أو حتى تلك التي تعبر عن نفسها في القنوات التلفزيونية المغربية أو العربية، مهنيين حقيقيين. فما تترجمه مواقفهم أصبح يبعث على الشفقة، لإصرارهم على التعليق والنقد اللامسؤول، الذي يتخذ من لغة الهجوم الأعمى سلاحا ضد خصومهم في الدولة والمجتمع والاقتصاد والثقافة

هؤلاء الذين أصبحت وجوه بعضهم – لدى من يتابعون “تصفح” هذه المواقع والقنوات – تبدو كأنها تملك من الوعي ما يساعد المغاربة على إدراك وتفهم ما يجري في الوطن على كافة الأصعدة، بعيدا عن سمومها وعبثيتها

إن هذه المواقع، التي تحترف اليوم هذا التوجه النقدي الفوضوي، لا يخرج أمرها عن الذين تمولهم جهات أجنبية معروفة بعدائها الصريح للوطن ومؤسساته وقيمه وقوانينه. هي تظهر لإثارة المغاربة بأنها فعلا تتموقع في خانة المعارضة الصحفية، خصوصا في الخارج، حيث تحول بعض أصحابها إلى محللين اقتصاديين وسياسيين، وبمستوى من “الحرية” في الحوار، يكاد يتجاوز ذوي الاختصاص والمعرفة المتعارف عليها، بالهجوم على الرموز والمقدسات، ودون تحديد للمسؤولين المعنيين بالقضايا التي يتناولونها في متابعاتهم

لا أحد يختلف مع المتابعات التي تستهدف فضح المسكوت عنه في القضايا المطروحة في جميع القطاعات، والكشف عن مظاهر التقصير وسوء التعاطي والتأخر في معالجة أسبابها ونتائجها .. لكن، أن تتحول هذه المواقع إلى منصات للقذف غير المسؤول، والمس بما لا يجب إعلاميا وصحفيا، فهذا يحولها عن الأهداف النقدية والتقويمية والتنويرية التي يجب أن تكون عليها

نظن في النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، أن الخروج عن المألوف وسقف المناخ في المتابعة والفضح والنقد يحولها – كما أشرنا – إلى منصات معادية مكشوفة، تعمل لفائدة مموليها وموجهيها ومسوقي خطابها، سواء في الداخل أو الخارج .. هؤلاء الذين يترقبون ويتحينون مثل هذه الفرص لتمرير أحقادهم وسمومهم ضد الوطن والمواطنين

ليس في الصحافة والإعلام، على مستوى الأخلاقيات المهنية، ما يشرعن مثل هذه السلوكات المنحرفة، التي يفتقد أصحابها مشروعية اللجوء إليها وتصنيفها ضمن الإعلام والصحافة المخدومة والمأجورة هو ما يجب أن ينتبه إليه أصحاب هذه المواقع الاجتماعية، التي تهاجم أكثر مما تقوم بعملها بالمهنية والموضوعية التي تتطلبها القضايا والمشكلات التي يتناولونها

ليس كل متابعة صحفية وإعلامية جادة ومطلوبة، إذا كانت تفتقر إلى أبسط مقومات المنتوج الصحفي والإعلامي، حتى ولو كان معارضا .. علما، أن الرأي المعارض في النظام الديمقراطي – أو الذي يحاول أن يكون كذلك – لا يكسب عناصر قوة بالتضليل والكذب والقذف والمبالغ

نحن في النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، نقول لأصحاب هذه المنصات: كفى من اللعب غير النظيف، وتحريف العمل الصحفي والإعلامي عن أهدافه المشروعة .. وحتى وإن كان لا مفر من النقد، فعليهم احترام الآخر، والرهان على المهنية والموضوعية والنزاهة في التعبير عن النفس، و عليهم تجنب هذه الأساليب، التي لا تخدم عدالة المواقف التي يراد التعبير عنها عبر هذه المواقع الاجتماعية، والتي تحتاج دائما إلى الوضوح والمعرفة في تعاطيها مع قضايا الوطن

لا سيما ونحن في زمن الجائزة الوطنية الكبرى للصحافة (دورة 2025)، التي تكرم الإبداع المسؤول وتعزز المهنية، يجب أن تكون الصحافة شريكا فعالا في بناء التماسك الاجتماعي والتنمية الوطنية، كما أكدت دراسات حديثة عن دور الإعلام الجديد في نشر قيم التسامح والتضامن ومحاربة التطرف

فبدلا من أن تكون الصحافة أداة للتحليل السلبي والسموم، يمكن لها أن تساهم في إدماج الأقليات، دعم الاقتصاد المحلي، وتعزيز الرابط الاجتماعي، مما يحولها إلى قوة إيجابية لبناء المغرب الحديث، بعيدا عن الفوضى والتأثيرات الأجنبية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق