سليم ناجي

نظمت جمعية أرباب شاحنات نقل مواد البناء بأسفي وقفة احتجاجية بمدخل الصويرية القديمة، بمشاركة الجمعية الوطنية للدفاع عن حقوق الإنسان بالمغرب الفرع الإقليمي بأسفي، احتجاجا على القرار الذي اتخذه وكيل الملك بابتدائية أسفي، وذلك بعد أن تم ضبط شاحنة كبيرة تقوم بسرقة الرمال بواسطة جرافة من داخل مركز الصويرية وبالقرب من الدرك الملكي، حيث اعتبروا أن القرار الرامي إلى وضع الشاحنة بالمحجز وتسليم الجرافة لصاحبها ومتابعة السائقين في سراح .. اعتبروه، غير قانوني وتفوح من ورائه رائحة المال والنفوذ .. خصوصا، وأن الشاحنة والجرافة في ملكية أحد المنتخبين ـحسب قولهمـ، إضافة إلى أن القرارات التي تصدرها النيابة في حق الأشخاص العاديين من سائقي شاحنات و حمالة تكون قانونية يطبق فيها القانون بحذافيره، الأمر الذي يستنكرونه ويطالبون بتطبيق القانون على الجميع.

هذا وقد أضحى الوضع في المعاشات أقل ما يقال عنه أنه ”مصيبة ايكولوجية”، بعد أن أجهزت مافيا الرمال على الهكتارات من الأراضي و وضعتها تحت تصرفها، وعاثت في المنطقة خرابا وفسادا، لمدة فاقت 20 سنة، وقد وصل النهب إلى الملايين من الأمتار مكعبة من الرمال، الشيء الذي أدرت على بارونات الرمال بالمنطقة الملايير، حولتهم من أشخاص عاديين إلى مليارديرات في مدة وجيزة، أمام أعين العام والخاص وصمت رهيب من الجهات المسؤولة بالإقليم.

الحجز على الشاحنة ما هو إلا الشجرة التي تغطي الغابة .. وأنت تتجول في أرجاء المعاشات تجد الحفر والخنادق كأن المنطقة تعرضت للقصف، بل وآثار النهب باقية وتتمدد، ناهيك عن أكوام الرمال المتراصة في كل مكان .. لقد شكلت هذه المافيا أكبر “إمبراطورية” للرمال بالمغرب، ألا وهي المعاشات.