أحداث دوليةأخبار

أحزاب السراب في إضراب عن الأكل و الشراب

349

*فيصل زقاد

قولوا لي بربكم، كيف يمكن للشعب الجزائري أن يعتمد، بعد اليوم على الأحزاب التي شاركت في الانتخابات – معارضة و موالاة على السواء – و يأتمنها على أمواله و أمنه و اقتصاده، و هي تتناحر فيما بينها على مقاعد معدودة لا يتم حتى تسخينها من طرف معظم النواب الذين أتوا بالشكارة و المال الفاسد ..؟

كل الأحزاب مجتمعة اتفقت على نقطة واحدة و وحيدة، و هي أن الانتخابات شابها التزوير و “التخلاط السياسي”، وجميعها تشتكي من حقرة الإدارة و عدم حيادها، و انحيازها لطرف دون الآخر .

حتى أحزاب الشتات أو” الحزيبات ” التي وعدتها السلطة ببعض الفتات، في حالة مشاركتها في الكرنفال، عبرت عن سخطها و تذمرها بطريقة تدعو إلى السخرية والاستهزاء، عندما دخلت قيادتها في إضراب عن الطعام، رغم أنني أؤكد و أجزم، بل ومستعد لمواجهتهم أمام القضاء و أثبت للرأي العام أنهم يأكلون أشهى المأكولات و يشربون أنواع المشروبات و أعذبها، بعد خروج آخر صحفي و آخر كاميرا من مكان الإضراب المزعوم .

سي تواتي و شلته أرادوا بخرجتهم البهلوانية أن يكسبوا ود و تعاطف المواطنين بعد فشلهم في الظفر بأصواتهم، و اكتشافهم بأن الانتخابات أصبحت بالنسبة للجزائريين آخر اهتماماتهم، في ظل رداءة و تعفن المجال السياسي الذي أصبح يبعث على اليأس و النفور .

يا للعجب ..!

تختلس أموال الشعب أمام مسمع ومرأى من هذه الأحزاب، و تنتهك حقوق العمال بإلغاء التقاعد النسبي، و تغلق قنوات تلفزيونية، و تتوقف جرائد عن الصدور، بسبب رفض وزير الاتصال مدها بالإشهار، و يحال صحفيون وموظفون على البطالة، و تشرد عائلاتهم، و يزج بالمدونين وأصحاب الكلمة الحرة في السجون و يموتون فيها، لمجرد أنهم فضحوا المسؤولين و أصحاب القرار، و تضيع فرص استثمار ضخمة مع الألمان و الإيرانيين وغيرهم، بسبب إلغاء الزيارات الرسمية لرؤساء تلك الدول، بسبب مرض الرئيس و غيابه عن الساحة السياسية لمدة طويلة .

يحصل كل هذا، و لم تتحرك هذه الأحزاب و لم تحشد مناضليها (إن وجدوا أصلا) للخروج إلى الشارع في عصيان مدني و مسيرات سلمية، و لم تشن إضراب عن التنفس وليس فقط عن الطعام .
لكنها بالمقابل، شاركت في سيرك عمار، و عندما رمت لها السلطة بعظم بعد “تمشيشه ” لم تجد هذه الأحزاب من حل سوى الإضراب عن الأكل و الشراب .

بعد كل هذا البؤس، ألا تستحق هذه الأحزاب المسخرة أن يقاطعها الشعب الجزائري، ليس فقط مقاطعة سياسية، لأنها أصبحت لا تكفي، و لا تفي وحدها بالغرض، بل أن تكون مقاطعة كلية، فلا تواصل، و لا بيع و لا شراء و لا مصاهرة معها، حتى ترجع إلى رشدها، و تستسمح كل الجزائريين فردا فردا.

FAYSAL

*مدون وناشط حقوقي جزائري

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق