أخبارنافذة على الثقافة و الفن

خواطر أطلالية

إبراهيم أمين مؤمن

KHAWATIR

رسالة
إلى كل من تُسوّل له نفسه تشويه عروبتنا.
إلى كل ثائرٍ تُسوّل له نفسه العبث بقرآننا.
إلى كل حاكمٍ عربي تُسوّل له نفسه العبث بدماء شعوبهم .
اعلموا أنكم كباسطي أكفّكم إلى الماء ليبلغ أفواهكم وما هو ببالغهم وما تسولكم
إلا فى ضلال .
                                           

 ==============

ماذا أرى !!!
قصور مشيدة من رُفات و عظام الموتى، وطلائها من دماء الجرحى، نورها من سرقة أبصار أهل الحكمة والبصيرة.
أرى هدم حضارات شُيدت من أزمان غابرة .. أرى هدم بيوت شيوخٍ وأراملٍ وأطفالٍ، وللأسف بُنيتْ على أنقاضها تلك القصور الملعونة، أو رُسّخت على أجساد موتاهم.
قصور هنا على أرض العرب وقصور هناك على أرض سويسرا.
ذاك القصر المكين الذي رأيناه بأعيننا آو أخذ بلُب قلوب حمقى جرى بريقه في عروقهم وانتشوا على جمال لبناته، لم يكن قصراً من قصور الملائكة، وإنما هو قصرٌ من قصور الشيطان بني على هدم بيوت الضعفاء وأُقيم أساسه من مصّ دم الضحايا المدنيين الأبرياء، فهو كبُيوتات العنكبوت.
ألا فاعلموا يا بناؤون، ألا فاعلموا يا قاطنوها إنها كما قلت “بيوتات عنكبوت “، ومهما نصبتْ من فخاخ ومصتْ من دماء فإنها من نفخة ريح أو زفرة فيه إنها .. إنها إلى انهيارٍ وزوال.
إنها تتراءى لي كما لا تتراءى لكم، أراها تراباً مهيلاً وأنتم ترونها صروحا مشيدة .
فأبصروا واعقلوا.
أنظروا إلى صرح فِرعون الباطل، ألم ْينهر لأنه اتخذه نداً للإله، كما انظروا إلى صروح الفراعين الحق، ألم تخلد لأنها بنيتْ بسواعد العلم والحق .
ذانكما صرحان لهما رنينان، رنين ذهب ورنين فخار، ورنين الذهب ليس كرنين الفخار.

                                                       ============
مَنْ ينهار ..؟

والربيع العربي كمثال للانهيار.
إن ثورات الربيع العربي في الحقيقة كانت تتغذى سنوات وسنوات في رحم قوانين
جائرة حتى غاصت في حلوقهم فلفظوها، وأعقب اللفظ ذاك الصراخ التائه الأصم الأعمى الأبكم هنا وهناك، فحدث الانهيار .
وما أتى بالربيع الأسود ..؟
ما أتى به إلا تلك القوانين الطاغية التي بدلاً من أن تحمي شعوبها سلبتهم حريتهم وأموالهم وشرفهم.
إن القانون الذي يحكمنا تنازعته الأهواء، وحامتْ حوله المحسوبيات ، وتبدلت نصوصه بالرشوة والفساد، لابد له من يوم يأته، يأتيه لا محالة نجد كل مجتمعاته في انهيار، نجد صريعاً هابيلاً، وحبيساً مظلوماً، ومشرداً على جسور العربة، وصراخاً مستصرخاً لا غوث له ولا غيّاث، ولُقطاء على أرصفة الشوارع والمساجد، نشاهد صراخ ولطم الثكالى على مصرع رجالهم، وصراخ الصبيان على موت أبائهم وصراخ أمهاتهم، وتيه الأذلاء في إرشاد الحيارى، وظلام غشي السماء وأرض تشبّعت من غرس الدماء .. ذاك هو .. هو الانهيار التام .
” فأفيقوا يا أهل المطامع والحكم والتنازع واستفيقوا”

ستنهار العروش التي حرصتم على بقائها من الانهيار، ستنهار لأنها لن تبقى بفناء أهليكم بالظلم والقتل، وإنما تبقى ببقائهم على الرضا والعدل والحق .
ولن ينفعكم من على شاكلتكم من أهل المناصب ولا من أغويتموهم وأغريتموهم من أهل الكلمة خلف شاشات التلفاز أو على منابر الوعظ والإرشاد .
سقطتم في نفوس رعاياكم وستتهاوى أيضاً عروشكم تحت أقدامهم، ستنهار كما انهار مدعو الحق الذين أباحوا إهراق الدماء تحت مظلة القرآن، والقرآن منهم براء.
فأي عروش وأي قانون، بل أي دين تقتلون الأبرياء ..!
حتى أهل الحق والعزائم سقطوا تِباعاً لأن طوفانكم جارف ورعدكم قاصف ولهيبكم حارق، احتاروا وترنّحوا ثم سقطوا وما زالت القدور تغلي ينصهر فيها الإنسان .
هم أهل اليوم هم أهل الأمس سقطوا، نفوسهم كانتْ تطير بأجنحة السحاب فهاضتْ الأجنحة وسقطتْ الأجساد وما عادوا يستطيعون حمل أجسادهم عن شفير
النار ومدافن القبور .
تلك نفوس اعتراها اليأس والحيرة، فثقلتْ أقدامهم ورسفتْ في لُجج ظلام اليأس والاستسلام، الذي هو عنوان النهاية، نهاية الكفاح ونوم الأموات.
=============
مَنْ يبنيه ..؟
بطانة تغني لحكّام أم مرتلون قرآن لثوار، أم أولائك الذين يختبؤون خلف الأستار من الغرب الفتّان .
بسوريا وفلسطين وليبيا والعراق ومصر واليمن.
ينفثون السم كالأفاعي، ويشعلون النار كخزنة النار، ويدعون إلى العِواء كالذئاب، ويستزئرونهم كالليوث .
وجوههم تتبدل ليل نهار، وألسنتهم جماد كالصفيح تُلون من أسيادهم، فاختلط الأمر وتحير فيهم أولوا الألباب، وما عاد الألباب يميزون بين الحق والباطل وبين النور والظلام .
تلك القصور المشيدة التي يسكنها أصحابها الفسدة، أتوْا بالطبل والرق والمزمار وجوّدوا أصواتهم كالبلابل ليصبغوا النعوت الحسنة على الشياطين، ويشينوا الملائكة فيضفون عليها النعوت السيئة، وهذا سلب من جيوب الملائكة ووضعها في جيوب الشياطين والتي تخر في جحورهم دولارات وقصوراً، تتغير ضمائرهم بعكس ما يعتقدون ولو صدقوا لجنّبوا بلادهم ويلات الحرب والتنازع.
وتلك الآلهة الحكام الذين ضربوا بذرّة المعدن حتى ذرّة تراب الريح، لم يرحموا طفلاً ولا شيخاً، ولا أرملة ولا يتيماً .
صُمتْ آذانهم فلا يسمعون صوت الدماء ولا صوت الصراخ الذي بلغ الآفاق، رغم أن الصادق الأمين يسمع صوت الشيخ الهِرم المكتوم من تأوّه، كما يسمع صوت الأخرس من إماءة، وفزعة الوليد من صوت قذائفكم، وكل هذا من أجل ماذا ..؟ من أجل صروحكم .. من أجل كراسيكم .. تباً لكم .. ستتهاوى يوماً .

============

مَنْ يهدم صروح الشيطان ..؟
ستتخطّفه الطير أو تهوى به الريح .
حتى ذرات رُفات الموتى ستضجّ مضاجعكم وتتحول إلى قنابل وسهام لتنسف بنيانكم من القواعد وسيخر عليكم السقف من فوقكم .
ولابد أن يأتي يومٌ فينهار، فصراخ المظلومين يصدّع أركان عروش الشياطين، هو صراخ المعاول والفؤوس، معاول وفؤوس الخلاص.
يُدكّ بأنّات المحبوسين الأبرياء خلف قضبان الحبس، يطوقون إلى الحرية، يتطلعون إلى أُناس لا تغويهم قصوراً ولا تستعبدهم نقوداً، أُناس يتطلعون إلى الحق ولو يغترفون من بحور العدل غرفة بأيديهم ويبسطونها إليكم فتنطلقوا من محابسكم.
في العراء هنا وهناك المشردون، يلفحهم لهيب شمس الصيف، كما يلسعهم زمهرير الشتاء.
ينامون في عراهم داعين على مشرديهم بالردى والفناء، ويستيقظون بالدعوة عليهم بالخسارة والشنار.
وأولائك النازحون لن يتوانوا لحظة واحدة في إطلاق سهام الدعاء على مَنْ شردوهم .
إن اليوم لآت .. آت، وما أنتم بمعجزين أيها السفلة الجبارون، وسيأتى أُناس من أمامكم أشدّاء أصلاب الجأش والمِراس يسحقوكم ويأخذوا بأيدينا فيأوونا ويحررونا
يطعموننا ويكسوننا .
سيأتون ببركان أغضب من براكينكم و طوفان أجرف من طوافينكم و برق أقصف من بروقكم.
عندها…………..
يمزّقون ما كتبتم من كتاب ويرفعونه، ويضعون الكتاب الحق والكلم الحق وما الحق إلا البناء على أنقاض صروحكم التي ظلتْ قائمة على قواعدها من عشرات السنين.
سيأتي الفرج رغم أُنوف الجميع التي ستُهال بالرغام .
سيؤذّن الفجر ونبتل بنداه، فلن يبلل شفاهنا فحسب، بل سنغترف منه بحوراً نروي بها عروقنا.
وسيتنفس صبحنا المكتوم، سيتنفس ونرى نور آفاقه يختلط بنور آفاق قلوبنا، سيضيء الصبح تلك البيوت التي لطالما سعيتم على إظلامها.
ستُضاء الشموع من جديد، إن لم يكن بسواعد السلم فستكون من رُفات الشهداء أهل الحق بحق يتلون من قرآنهم ما يحفظ أرواح الناس . .
ستدك فؤوس أهل الحق جيوشَ الظلام، ونتخطف تلك القصور والسجون، فما نحن بطيرٍ مهيضى الجناح، نسبح بحمد النصر ونتلوا قرآن الفجر ونهنئ بضحى اليوم وننام في ظل مساء كفّ فيه القمر عن الأنين، وأعرستْ النجوم اثداءً تضيئ دروب
خطوانتا ..

============

أفيقوا أيها الحكام
تسمّعوا أو حتى استرقوا سمعاً أي سمع أو حتى اسمعوا همساً، ولكن لا تعرضوا .
ماذا سمعتم ..؟
صراخ وعويل وصوت أشلاء وخرير دماء وأنّات وتوجعات اختلطتْ بأصوات الانفجار وعلى مزاميرها رقصتْ الشياطين.
وأصوات تأتى من أمام و خلف الأستار من هنا، من بطانة الدولار و تراتيل القرآن، وهناك من الغرب أصوات مختلطة، شذرة أو دفقة من الحق تغلف تلالاً من الترّهات و الأباطيل، فتجعل الكاسي عرياناً والحليم حيرانا كالتائه في دروب كواكب السماء .
وإنْ لم تسمعوا فستُسمعوا رغماً عنكم أصوات الحرية يوماً ما، يختلط صوتها بصوت صخيخ أحجار عروشكم المنسوفة مع خرير سيلان دمائكم .
فسارعوا بسمع صوت الحق تغنموا
أنظروا أو سارقوا حتى النظر أو انظروا خافضي الرؤوس آو حتى انظروا وتحسّسوا النظر بغمض العيون كالعميان.
ماذا رأيتم .. ؟
نزوح المشردين، وبيوت بُنيت بضمائر حية أصبحتْ تراباً.
وعُقبان تأكل من أجساد الموتى , .
ماذا رأيتم ..؟
ما رأيتم أفظع مما سمعتم ..؟
أليس هذا حق ..؟ قولوا بلى وربنا
الآن الأن الآن ولا نود أن نسمعها غداً .
فكلنا نركب سفينة واحدة، أشرعتها واحدة وأسطحها واحدة ومساراتها واحدة وما نروم إليه أن ترسو بكامل حامليها آمنة، فلابد أن نحاسب كل من يحاول تمزيق شراعها أو ثقب سطحها أو قتل سائقها حتى لا تنهار وتغرق .
لابد من محاسبة المسؤولين عن الانهيار، وعن الشلل التام الذي أصاب مجتمعاتنا حتى تسير سفيتنا آمنة مطمئنة و تصل إلى بر الأمان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق