أخبارمنبر حر

إيموزار كندر / بؤس التدبير و تدبير البؤس .. !

imouzzer6

يوسف اقصو

من اللاعقل في “كثير من الأحيان” أن نقر بوجود حقيقة واحدة مطلقة و نتعصب لرأينا بخصوصها، ما دام التطور العلمي باختلافه آمن في جوهره بتعدد الحقائق، وجانب ما كان معتقدا في السابق، فحاليا لا مكان لحقيقة مطلقة، وكل ما توصلت إليه العلوم تبقى حقائق نسبية تختلف باختلاف الزمان و المكان، بما في ذلك العلوم الدقيقة التي تبنت القطيعة الابستيمولوجية و قطعت الاعتقاد السابق بانفتحاها على باقي العلوم المعرفية الأخرى من لسانيات وفلسفة و سيكوسوسيولوجيا و علوم عصبية .. فحقق هذا الانفتاح نتائج و تطورات عادت بالنفع على الإنسانية جمعاء، بعيدا عن النزعة الرجعية.

قلت “في كثير من الأحيان” بمعنى هناك هامش لأحيان أخرى، و الهامش دينامو المركز وليس ما يعتقد به البعض هامش الإقصاء و التهميش .. إذن، من العقل أن تؤمن من خلال تلك الأحيان بحقيقة مطلقة قد تصنف في المجرد و اللامادي، هذا طبعا قلناه لأننا نؤمن به و لنتجنب الريب و الإلحاد الذي يمكن أن يسقطه البعض على رأينا.

علاقة هذا بالشأن المحلي لإيموزار كندر، و ليس لمدينة إيموزار كندر، لأنها فقدت القيمة المادية و المجردة ك”مدينة” بسبب ما آلت إليه أوضاعها خلال العقد أو العقدين الماضيين، فهو، لا علاقة، من جهة النزعة الآنوية المتعصبة، و له علاقة لمن يقبل الاختلاف.

المتتبع للشأن المحلي بإيموزار كندر (بلا شك) يرى أنها تعيش تقهقرا ورجوعا إلى الوراء بسبب انغلاق فكر العقل المدبر على محيطه المحدود و العقل هنا عقول .. و تشبع هذا العقل بنرجسية خاصيتها في قاعدة التمثيل، كمثال لما يجري بإيموزار كندر، المغرب المصغر .. “الناس صوتوا عليا إذن ماكاينش بحالي فالبلاد”، ضاربا عرض الحائط ثقة من صوتوا له بالأمس من جهة، و متناسيا الأساليب المستعملة خلال الحملة الانتخابية، و أن هناك معارضين و مقاطعين من جهة أخرى .. بالتالي، فالمعادلة الصائبة هي أن قيمة فئة المعارضين و المقاطعين أكبر من قيمة المصوتين له، و بهذا فالسيد الممثل أو السيد الرئيس لا يمثل إلا القلة القليلة، لكن مع الأسف ما من أحد يقبل بهذا الأمر طبعا بسبب الانغلاق و التصلب و التعصب للرأي فينتج عن هذا “برانويا سياسية” و شخصيات سياسية تغرق في تضخيم أنواتها، لا تقبل أن تتعامل مع أي كان ولا تتفق مع رأي أي كان، لا تقبل التوجيه و الإرشاد لكونها بلغت قمة الكمال والجمال بالتفضيل في كل شيء، فلا صحيح إلا ماتفعله ولا جميل إلا ما تصنعه ولا أقوم إلا ما تقوم به.

على أرض الواقع ماذا يجري و ماذا جرى ..؟ !

مسبح و ملعب، “ثنائي قشبال وزروال” في الماضي باعوا الأول و أجهزوا عن الثاني، و في الحاضر فرحنا لحظة سماعنا بهرجة رد الاعتبار لهما و مؤخرا بكينا لما اكتشفنا حالهما و حلتهما الجديدة، طرقات تزفتت أزقة تبلطت إنارة توسعت مركب ثقافي لا يحمل من الثقافة إلا الاسم، دار الشباب موصدة الأبواب و الشباب شاب في عز شبابه، طفولة مهمومة لأنها أصبحت محرومة، محرومة من حقها في ملاعب القرب من فضاءات التربية و الترفيه من التنشئة الاجتماعية السليمة، ناهيك عن ركيزة التنمية الحقيقية، خلق فرص للشغل و التكوين للشباب العاطل و المعطل .. و حلم إحداث مستشفى صار حلما ورديا، سيما بعد أن لم يتحقق سلفا و بعد أن تنحى وردي PPS عن وزارة التطبيب، نفس الشأن بالنسبة لحال السكن، فبإيموزار وفي القرن 21 هناك أناس لازالوا يجاورون الحيات في الكهوف .. فعجبا من كل هذا التطاحن و التناحر و الافتخار بالانغلاق على الذات و مقاطعة+65665 رأي الآخر، إنها أنانية لم تنتج سوى السلب في جميع المستويات و الميادين يتجرع مرارة نتائجها المواطن.

فلما كل هذا الصراع ..؟ إيموزار اليوم تستغيث، فهل من مغيث ..؟ تقول وترثي حالها و تندب حظها التعيس و تنادي : يا معشر المسيرين و الفاعلين و الغيورين كفى من سياسية شد الحبل وقطعه، كفى تناحرا، فالخاسر الأكبر بالأمس هم أنتم و باليوم هم أنتم و غدا أبناؤكم .. !

في ختام اللاختام و إن كان هذا نتيجة انغلاق المؤسسات المسيرة على ذواتها في عز انفتاح الدستور وفي ظل الحداثة و الديموقراطية التي تشهدها بلادنا فإلى متى سيستمر هذا الشقاق ..؟

هذا ليس نقدا من أجل النقد، إنما رسالة مشفرة لمستشار يريد أن يستشار ولا يستشير، و قال أننا فقط كلاب ننبح .. كل مانقوله سلبي ولا غيرة لنا على إيموزار و أهلها، و أبضا بناء على مدى تفعيل الديموقراطية التشاركية داخل المجلس الجماعي لإيموزار كندر كمؤسسة تمثل القيمة المعنوية للمجتمع الإيموزاري، أخلاقا وثقافة وحكامة و هوية وفكرا وتكافلا وتضامنا و انفتاحا و اختلافا و حكمة، ولما نتحدث عن المجتمع الإيموزاري، فنحن أمام تاريخ قبيلة آيت سغروشن المتشبعة بحب الوطن أولا وقبل كل شيء، و المعتزة بهويتها و المعروفة بمكارم أخلاقها.

فعن أي ديموقراطية تتحدث يا سيدي و أنت تقصي الفاعل الجمعوي و تستهين بمطالب السكان و تحقر رأي المتنقدين و تشجب كل من عارضك .. ؟

أنا قلت و قبلت ما قلته أنت ولو كان مسيئا و سأقبل ما ستقوله .. فهل ستقبل مني ما قلته أم لا ..؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق