أخبارنافذة على الثقافة و الفن

“قصة بالرمز” ملائكة وشياطين ..!

إبراهيم أمين مؤمن

العرشEGYBTIEN

اعتلى “أعمى” العرشَ بحرْق اللحى والنقاب، وخرْس الأصوات، ودفْن الحقائق بتذرّيها عبر ممرات السحاب .
هؤلاء هم للأسف الغزلان وشوادن الغزلان البشرية .
وأوقد آتون المحرقة بأيادٍ غربية، أُوقد بحفنة من دولارات، وبعد قليل عاد كل دولار من حيث أتى بألف دولار.
و وقف أعمى بقدميه فوق الأجساد التي ما تستطيع الحِراك لأنها لأموات، وأعلنَ المرسوم بأن البلاد تحتاج إلى مُخلِّصٍ قوىٍّ أمين، وأنا فوق كلِّ إرهابيٍّ حقير ٍ قاهرٌ.
الثورة
وخرجتْ الأثوابُ البالية والبطونُ الخاوية والعظامُ الواهنة من الخيام الورقية والأنفاق المظلمة وجحور النمل الخائفة، تحمل راياتٍ كُتبتْ بدماء القمر، ودموع الحج، وحرارة سديم النجم المستعر، تنادى بإسقاط الرئيس أعمى، الذي أسقط هبة َ السماءِ من جيوب الضعفاء سلْباً شيطانيّاً في جيوب بطانته الحمقاء تحت مسمى حرب الإرهاب ونهضة الأمصار.
تصدّتْ لهم الدبابات واخترقتْ كل الخطوط الحمراء، وأكلتْ الغازات أُنوفهم حتى الغثيان، بعدما صكَّ للغرب صكوك الغفران، وشدَّ َّعلى الدروع المقاتلة بالمزيد والمزيد من الدولار.
وتحوّلَ الصوتُ إلى رماد، والأرض إلى أجداث، والحديد إلى قضبان .
رقدوا على لدغات العقرب، وكُبّلوا بخيوط العنكبوت .
وأُرسلتْ الخزائن لتركب أشعة الشمس في شفقها الدامي ولا تعود للشرق بنورها الناصع إلا
بجيوب خاوية.
وأصبحتْ الملائكةُ شياطين ـ وانقلب الميزان.

الاغتيال

وأثناء احتفال أعمى وبطانته بوأد ثورات الإرهابيين بزعمِهم، وأثناء إعداد كؤوس الخمر المعتق بدمائهم ودموعهم، وطربُ أسماعهم بألحان صراخ أنّاتِهم، واختيال رقصاتهم على عذابات رعشاتهم،
أخرجَ الوزيرُ بصيرُ من جيبه خنجراً، نصله قذْف الحقِّ على الباطلِ، سنّتهُ معاولُ الشجعان، ودعاءُ الأرامل، والبطون الجائعة
وصراخ الرُضّع، و وهنُ العظامِ، وطعنَ بها رئيس الشرق أعمى.
شعّتْ ضربات خنجره نوراً شقَّ قلب ذاك الذئب المظلم فأماته، وتقطّرتْ ظلماتُه من بين بريق نور خنجر الرحمة .
انفجرت دماء جسده بحورا، تباكتْ عليها الشياطين، وأنشدوا أُنشودة المأتم الحزين .
سالتْ الدماء غيْث رحمةٍ دخلتْ كل بيت في الشرق فشفتْ صدور العليل المغلول.

المحاكمة

النيابة: تُوجُّه النيابةُ إلى الوزير بصير تهمةَ قتْل الرئيس أعمى مع سبق الإصرار والترصد .. وقالتْ في أعمى أنه حسنة الأيام، ورسول الشرق المقدام، محارب الإرهاب، وحامى الضعفاء، ومنعش الاقتصاد، ومحرر الأبرياء .
وطالبتْ المحكمة بتنفيذ أقصى العقوبة على المتهم بصير بالعذاب حتى الموت .. واستطردتْ
فليسري العذاب في دمائه عِرقاً عِرقاً، ولتسلبوا روحه رويداً رويداً .
قال بصير : أستحقُ العذاب كما تفضّلتْ النيابة، بأمر أعمى، كنتُ أقلبُ شعوبَ الشرق على نِصال رُعاتها.
وكنتُ أعبّدُ لعرشه فأسوقه على الرقاب، وآتيه أرضنا فأنقصها من أطرافها فتضطرب ويثبتُ عرشَهُ.
وجذْب الأموالِ والبيوتِ والدماءِ بخلْق ثقبٍ أسودٍ في جيوب بطانته الحمقاء.
وما الآمر بخير من المأمور، فالآمر أعمى مأمورٌ من الغرب حامل راية الوعيديْن .. خلْق الأزمات، وانشطارُ واندماجُ الذرات.
فلما ضجَّ صراخُ الضعفاء في دمائى انفجرتْ، ولم أجد وسيلة للانتقام إلا انفجار دم أعمى .. فكلنا شياطين.
المحكمة : حكمتْ المحكمة بشنْق بصير، أبى سلول الجديد، والإرهابى الأكبر، والشيطان الأغوى .
رُفعتْ الجلسة

الشنق

أقبل خزنةُ العقرب ومعهم شبحُ رئيس الشرق أعمى على الوزير بصير ليسوقوه إلى الموت وهم ينظرون، فكّوا عنه كل الأغلال التي كانتْ تغله.
كانوا قد جمعوها من كل حديد الشرق والغرب ودكّوها حتى تقلّصتْ في حجم النملة، فشعّتْ في جسده إشعاعات غلِّهم وانتقامهم .
فكانتْ تبتلع عزّته وتهشم عظامه .
سحبوه بعد ذلك إلى حجرة شنق الإرهابيين، غير أنه فاجأهم بأنه هو الذي يسحبهم، فقد كانتْ نظراتُه الملائكية سهاماً شقّتْ صدورَهم الشيطانية، وبسمته رسالة حقٍّ قذفتْ في قلوبهم الرعب والعذاب.
ثم خلع عنه ثيابه الأحمر الذي ألبسوه وعصره فقطرَ منه دمائهم وجلودهم محمولة إلى دروب شفير جهنم.
لفّوا الحبل حول عنقه وأسقطوه، فسقط للعُلا وسقطوا هُمْ في الأسفلين.
                              
ملحوظة هامة :القصة الرمزية تتحدث عن أطماع الغرب فى الشرق، ولا تخص دولة بعينها ولا رئيسا بعينه ولا فترة زمنية معينة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق