أحزاب و نقاباتأخبار

جماعة العدل والإحسان واستغلال الاحتقان الاجتماعي لتبرير نزولها إلى الشارع ..!

عدل

أمام تنامي محاولات الاختراق التنظيمي عبر استعراض العضلات في المسيرات تضامنا مع مختلف الضحايا في أكثر من واجهة، يتبين عمق الوعي السلبي لهذه التنظيمات التي تلمع وجودها في الدعوة إلى المسيرات لاستغلال مشروعية الاحتجاجات الاجتماعية التي تخرج هذه الأيام، كما يحدث في حراك الريف بعد صدور الأحكام القضائية أو احتجاج جرادة أو زاكورة وغيرها من التحركات الجماهيرية على امتداد جغرافية الوطن.

المثير للجدل في استعراض العضلات، هو أن أصحابه يتجاهلون ما أصبح عليه وعي المواطنين المغاربة من تطور ونضج يسمح لهم بتجاوز أهداف هؤلاء السوداوية والتحريضية، كما أوضحت ذلك المقاطعة السلمية عبر وسائل التواصل الاجتماعي .. فماذا بقي لمنظمي المسيرات إذن من مبررات لشرعية هذا الخروج الأعمى، الذي لم يعد المغاربة يرغبون فيه بعد تأكدهم من الأهداف التي يرسمها أصحابه ضد خصومهم ..؟ وأي مصداقية للتظاهر في الشارع في قضايا حارقة وعالقة يعي المسؤولون الحكوميون أنهم معنيون بإيجاد الحلول والمعالجات الكفيلة بتجاوزها إن عاجلا أو آجلا ..؟

نحن في جريدة المستقلة بريس، لسان حال النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، أصبحنا على إدراك تام بالطابع المخدوم المصلحي الواضح الذي يوجه هذا الاستعراض للعضلات في الشارع بمناسبة الاحتجاجات الجديدة في المدن التي عانت من تأخر إنجازات المشاريع التنموية أو التي تعاني من سوء التدبير في أداء مؤسساتها الجهوية و الجماعية والترابية .. ولأجل ذلك، نهمس في آذان أصحاب الخروج إلى المسيرات في الشارع أن المغاربة ينتظرون منهم عرض وجهات نظرهم ومشاريعهم الكفيلة بمعالجة المشاكل المطروحة، بدل هذا التصعيد الانتهازي المفضوح لتلميع وجودهم الحزبي أو النقابي أو الحركي فقط، وإثارة الأضواء حول توجهاتهم التي طالها الإفلاس في المضمون والحركة والأهداف.

إن استعراض العضلات من قبل هذه التنظيمات في هذا الظرف يؤكد فقط على الانتهازية في أرقى صورها، ولا يطرح أي قيمة مضافة في النضال السلمي المطلبي الذي يحاول هؤلاء توظيفه في النفير والزحف على المجتمع، كما يظهر في سلوك جماعة العدل والإحسان المتباهية بقدرتها على الحشد في الشارع لتبليغ الرسائل إلى من يهمهم الأمر .. هذا الحشد الذي يوظف فيه العقل الجمعي الديني والتقية والورع في التعبئة لكل الأنصار والمريدين في الوقت الذي لاعلاقة فيه بين هذه القيم الروحية ودواعي الخروج إلى الشارع على الإطلاق .. لذلك، فنحن في المستقلة بريس، لا نستغرب من هذه السلوكات المصلحية الانتهازية التي تحرك هؤلاء في مسيراتهم في الشارع اليوم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق