أخبارجماعات و جهات

صراعات سياسية وتدبير عشوائي يغزو جماعة سحيم بؤرة الفساد الإداري فمن يطهرها ..؟

سحيم

محمد الرضاوي

مازالت ساكنة جمعة اسحيم بإقليم أسفي تعيش تحت وطأة المعاناة و التهميش والإقصاء الممنهج على جميع المستويات، في غياب تام لأبسط الحاجيات الضرورية للساكنة، وهو ما يدل على فشل تسيير المجلس الحالي للشأن المحلي وما يكتنفه من غموض كبير مع توالي الدورات العادية والاستثنائية بدون فائدة تذكر.

فقد أكد عدد من أبناء المنطقة -رفضوا الإفصاح عن أسمائهم والدواوير المنحدرين منها- بأن الجماعة تعيش في عزلة تامة بسبب تفشي الفساد وسوء التدبير والتسيير وغياب إرادة حقيقية لممثلي الساكنة، وعلى رأسهم رئيس الجماعة في التعامل مع قضايا الشأن المحلي وفك العزلة عن الساكنة التي تكتوي تحت نار التهميش واللامبالاة، أمام تبخر الميزانيات المرصودة للمشاريع التنموية .. فالبنية التحتية منعدمة إذا يُطرح سؤال ملح، أين نصيب الجماعة من مشاريع الطرق و المدارس و…؟ وأين هي التنمية البشرية وحتى الإسمنتية بهذه الجماعة ..؟

يتساءل شباب الجماعة متى يرفع التهميش و المعاناة عن ساكنة جمعة اسحيم، ومن يقطع مع مرحلة رئيس لطالما يبحث عن الظل بدعمه لجمعيات وهمية ترصد لها ميزانيات دون تقديم مشاريع ذات منفعة للمنطقة، اللهم خدمة أجندة سياسية انتخابية، في عهد التغيير وربط المسؤولية بالمحاسبة .. فهل يعي المسؤولون أضرار غياب البنية التحتية بجمعة اسحيم على الساكنة ..؟ وهل سيكتب على الساكنة الخضوع المطلق وبلا حدود لسيطرة وسلطة قوم لا يفقهون شيئا في السياسة ولا في التدبير، سوى النفخ في الأرقام والميزانيات وإضافة الأصفار ..؟ وهل من مانع في دولة الحق والقانون لتفعيل مساطر وإجراءات المتابعة والمساءلة والمقاضاة في حق المتورطين في الخروقات والاختلالات التي تضر بمصلحة الوطن ..؟ أليس زمن الإفلات من الحساب والعقاب قد ولى ..؟

أسئلة بريئة تطرح على الجهات المسؤولة للتحقيق في ما آلت إليه الأوضاع بجمعة اسحيم، متمنين أن تفتح تحقيقات، إلا وقد قطفت رؤوس يانعة، وما أكثرها .. وقد فتح الرأي العام عينيه على ما يهمه مباشرة ..!

قال لنا محدثنا المنحدر من نفس المنطقة : إن أبناء سحيم يحنون إلى زمن المحراث الخشبي، الذي كان يجلب لهم الخير والبركة، ويحنون للوح الذي كان يفتح بصائرهم في (المسيد)، ويحنون إلى زمن الستينات على ألا يبقوا مرهونين في أياد فاسدة ومفسدة، والمدعومة من طرف من يفترض فيهم التزام حدود (الوصاية والحياد) وتقويم المعوج.

إنه لا يخلو مجال من مجالات الشأن العام، المرتبط بأحوال المواطن إلا وتحيطه النقائص والعيوب من كل جانب، حتى يخيل للإنسان العادي، قبل الملاحظ والمتتبع أن ” جمعة المحاين ” عفوا جمعة اسحيم يدير شؤونها السياسية أشباح  (…) .. لكن، في المقابل أليس من حق هؤلاء المهمشين والمركوب عليهم، التمرد والاحتجاج والتظاهر في حدود القانون، ضد من أوصلوهم إلى الحضيض ..؟

وفي السياق ذاته يستنجد عدد من أبناء اسحيم الغيورين إلى جانب فعاليات حقوقية بعامل الإقليم لإخراج الجماعة من دائرة التهميش، و وضع حد لمعاناتها، بمجموعة من المطالب التي يطالب السكان بالبحث فيها، مما يجعل عدة أصوات تطالب بتدخل المصالح المختصة، وفي مقدمتها عمالة الإقليم لمراقبة ما يجري بهذه الجماعة التي تعيش كل أشكال الإهمال والفساد المالي والإداري مع تجاهل الرد على المراسلات وشكايات المواطنين، وعدم التأشير عليها بمكتب الضبط بتعليمات من الرئيس الذي بات يسير الجماعة بطريقة غير معقولة.

ولا يسعنا في هذا الملف المهم الذي أعددناه حول شؤون جماعة سحيم، والمسلط الضوء على مناحي شتى من حياة ساكنتها الاقتصادية والاجتماعية والتعليمية، إلا أن ننوه عاليا بالمجهودات الكبيرة والمتواصلة التي بذلها ويبذلها أهالي هذه المنطقة المرابطة على أرضها والمدافعة عن أحوازها، والمحاولة لرد الاعتبار للمنطقة وجعلها في مصاف الجماعات النموذجية، رغم الحيف والإقصاء .. فلم نسمع عن اسحيم في التاريخ المكتوب والمرويات الشفوية إلا حكايات عن بطولة أهل المنطقة في الجهاد، وحفظة القرآن الكريم، إضافة إلى الخيرات الفلاحية الكثيرة، والمناظر الخلابة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق