أخبارللمستقلة رأي

وسائل التواصل الاجتماعي وتصريف الأحقاد والنقد السياسوي العدمي ..!

1

ليس هناك من يعترض على المدونات والخرجات “الفيسبوكية” التي تتناول سلوكات المسؤولين في جميع المؤسسات التي تتنافى وقوانين الوطن المجسدة للفساد بجميع أشكاله .. ونعتبر في المستقلة بريس، لسان حال النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، من يبادروا لذلك من الذين يعملون على ترسيخ رأي عام وطني يقظ ضد من لايملكون القدرة على تخليق المرفق العمومي من الانتهازيين والمافيوزيين العاجزين على جعل مرافق القطاع العام في خدمة مصالح المواطنين .. لكن، ما يتراكم اليوم من هذه الخرجات والمدونات في معظمها إلى ترسيخ التشويه وخلق الزوابع الدعائية الخاطئة التي لا تتوفر على شرعية متابعتها للموضوعات التي تتطرق إليها في خرجاتها عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

إذن، لم يعد ممكنا الاندهاش من تطور سلوكيات بعض صعاليك السياسة الذين يبحثون عن الضجة وإثارة النقاش حولهم عبر “الدسارة” في إهانة الآخرين، إلى المس بالحياة الخاصة، وإلى التشكيك في التاريخ الشخصي والعائلي لرموز الوطن ورجاله، وإلى الاستخفاف بالمقدسات كأن الوطن أصبح مستباحا لعربدة هذه الكائنات المحسوبة على قنوات التواصل الاجتماعي، وعبر الصحافة الرقمية المكتوبة والمرئية التي تحكمها ضوابط مهنية وأخلاقية وقانونية صارمة في جميع الدول، حتى التي تدعي أنها ملاذات متقدمة في احترام حقوق الإنسان .. وهنا نطرح السؤال العريض عن الخلفيات والجهات والمرجعيات التي تؤمن “قباحة” هؤلاء الثوريين الجدد الذين يتحدثون بطلاقة وثقة وشجاعة .. فهل دخلنا بالفعل في موجة الإعلام والصحافة التي تتحرك “بالتليكوماند” لخدمة الأجندات السياسية والاقتصادية كتلك التي سبقتنا إليها الدول التي تطور فيها الإعلام والصحافة وتحررت من هذه “الدسارة” المدفوعة الأجر والمخدومة بعناية ..؟

في هذه المقالة، تنتصب كلمة الثوريين التي لا تعني بالضرورة الثوريين المناضلين وعموم المؤمنين بالمبادئ الذين تطوعوا للدفاع عنها ونشرها، وإنما تعني الثوريين المحسوبين على ثيران البقر حين تكون في أوج عطائها ضد منافسيها أمام إناث البقر، حتى وإن كانت لا تتوفر على المؤهلات للصراع للحصول على رضا الإناث في الوسط البقري، ثم مفهوم “القباحة” ليس بمعناها الإيجابي المرتبط بالدفاع عن الحق والوجود والكرامة والدالة، بل بمعنى سلبي يصل إلى درجة القمة في أنماط السلوك المنحرف والغير المنضبط والانفعالي والإجرامي في بعض الأحيان، كما نريد أن نتحدث عنه في بقية هذا المقال عن صحفيي وإعلاميي “الدسارة” الذين أصبحوا من رجال الصحافة والإعلام المخدوم اليوم.

لن نسمي من أصبحوا محترفين في هذه الموضة الصحفية والإعلامية الجديدة فهم يعرفون أنفسهم، ويكفي أن لعنة المواطنين البسطاء تطاردهم في أي مكان، كما أن جلهم يحصل على التعويضات الدسمة من الأطراف التي شاخت وتبحث عن من يصون نفوذها السياسي والطبقي، إلى جانب أن هؤلاء من فرط الاحترافية الدعائية التي يقومون بها أصبحت مساهماتهم سخيفة ورخيصة، إلى الدرجة التي تدفعنا إلى القول أن الجراثيم الضارة لاتعيش إلا في البيئة المناسبة لها، وما أكثرها النكرات التي لا تزال تخرج من حين لآخر بمفرقعات فارغة لا تقنع حتى أصحابها فبالأحرى أن تؤثر في الجهات الموجهة إليها في السياسة والاقتصاد والمجتمع والثقافة.

إن مفهوم “القباحة أو الدسارة” التي أصبح هؤلاء يوظفونها ضد ضحاياهم تكشف عن هول الفراغ والغموض والفوضى والضعف التي يعيشها واقعنا المجتمعي بعد أن أصبح هؤلاء يشعرون بالدفء والحرية والحصانة في سلوكاتهم التي تجاوزت خطورتها ما كان يتمتع به الخونة في عهد الحماية، سواء كأصحاب مواقع أو مديري جرائد إلكترونية أو كتاب للرأي أو محللين استراتيجيين للسياسة والاقتصاد، ناهيك عن أصحاب الأعمدة الذين من فرط الشعور بجنون القوة والعظمة أصبحوا يروجون لأنفسهم شعار (أنا والباقي إلى الجحيم)، ودون أن نستثني منهم الباحثون عن المواقع القيادية في الأحزاب والنقابات الذين يتحرشون اليوم بمن يعرفون أنهم أنظف منهم وأكثر حضورا نضاليا، وأكثر عطاء في مجالات نجوميتهم، ويمكن ملامسة إنتاج هذه العينة القذرة في كل صحفنا وإعلامنا الرقمي، وعبر ما يكتب في مواقع التواصل الاجتماعي دون حياء أو خوف إلى الدرجة التي فتحت الباب للتساؤل في حقيقة هذا التحول المرضي الذي أصاب مجتمعنا الصحفي والإعلامي من قبل هؤلاء الذين يشعرون بالقوة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق