أخبارنافذة على الثقافة و الفن

مريم هذا الصباح ..!

مريم

ذ. عبد اللـه عزوزي

الثلاثاء 30 أكتوبر 2018، هو يوم لكل الفتيان و الفتيات، هو يوم لكل الآباء و الأمهات -الغير الغافلين طبعا بشكل من الأشكال- هو يوم لكل المغاربة، شعبا و “حكومة”.

هو يوم مريم، و نعم الاسم المقتبس من عمق الروح و التاريخ و علاقة الأرض بالسماء، مريم أمجون التلميذة المغربية المتوجة بتاج بطلة القراءة في الوطن العربي الضائع بين النكسات و المنهوك بالخوف و خيبات الأمل .. مريم هذه التي تصلح عنوانا للعديد من الأفلام الاجتماعية و الوثائقية و الكتب بعدد الكتب التي سبحت فيها و حلقت فوق روابيها ..!

مريم هذه ستغير طقس المملكة، و ستعيد تشكيل جغرافية تاونات، و ستعيد العز لأسرة التعليم، و سترجع المجادف للأسر الغارقة بين أمواج الحياة:
ستصبح المملكة، و لو على الأقل لبضعة أسابيع، قبلة لعناوين مشرقة تصلح ما أفسده الدهر فوق تراب هذا الوطن بفعل الساسة و السياسيين المسوسين و المسكونين بالوسواس الثابت الذي لا يتحرك و لا يخنس .. سننسى الفانطوم و صدأ القطارات و غلاء المعيش و قبضة الأنياب المحتكرة بكل قرية و مدينة ..!

أما تاونات، فلن تصبح طريق الموت و لا أودية مرجان و لا سلة أصوات انتخابية الشبيهة بلحم السقيطة المسنة العجفاء التي تقاوم الزمن .. ولا أرض الانتخابات المدنسة التي تزيد من توطين التخلف و زرع اليأس و صناعة الموت .. تاونات ستصبح ترابا و هواء يؤهل للألقاب الوطنية، بل الأممية، مريم ستصبح طريقا للعبور إلى تاونات، و تاونات ستصبح فستان عروس ترتديه مريم أو تتدثر ..!

مريم أمجون، و لكونها فلذة كبد رجل تعليم، ستعيد لأسرة التعليم و هجها و بوصلتها، على مستويبن: في المستوى الأول ستؤكد أن رجال التعليم كالأنبياء تماما، لا يورثون مالا و لا عقارات و لا معاشات برلمانية، بل تربية صامدة و خلاقة؛ أما على المستوى الثاني فإنها ستكون بمثابة شفاء بالصعقة لفئة معتبرة من أسرة التعليم، لان كثيرا من أفراد هذه الأسرة باعوا وقتهم للأبناك و العمل على واجهتين (عامة و خاصة) تأمينا لمصاريف البيت و ديون الشقة و سيارة فورد الجديدة (توت ابسيون أنكل😁) .. فلا شك أن الوالد لحسن أمجون فضل أن يستثمر في العلم و التربية على أن يمضي الليل يطرق الأبواب حبا في المال أو وفاء لالتزامات ..!

مريم أمجون ستعيد لنا الأمل جميعا .. و لرب توقيت التتويج جاء في وقته، جاء و الأرض تستعد لتعطينا أفضل ما عندها بعدما جاد الإله بكرمه و مكارمه .. لقد كان الألم قد بلغ منا مبلغه و تفرقت أنباء العرب السيئة بين الشرق البوذي و الغرب المسيحي.

بارك الله في مريم و في كل طفل مغربي شريف .. بارك الله في المغرب و أبعد عنه الجائعون، آخذي نصيبهم و آكلي نصيب غيرهم، بارك الله في الجميع و متعكم بجمال و محبة العلم و القراءة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق