أخبارللمستقلة رأي

عن استمرار التوقيت الصيفي وارتباك الحكومة في التعامل مع مساوئه ..!

العثماني

رغم تضخم الانتقادات والاحتجاجات ضد تمسك الحكومة بالتوقيت الصيفي في الفصل البارد الذي اعتاد المغاربة على التخلي عنه لعدم ملاءمته مع ما يعانونه أصلا في التنقل إلى المؤسسات التعليمية والمؤسسات الإدارية والاقتصادية والصحية عبر وسائل النقل العمومي، واختناق المرور في أوقات الذروة الصباحية والمسائية .. وإن كان قرار العودة إلى الساعة “الغرينتشية” لا يحتاج إلى هذا الجدل والفتنة التي لا يتوقع أن تكون بريئة في ظل سوء التوافق بين مكونات الأغلبية والمعارضة.

ماذا إذن ينتظر رئيس الحكومة لوقف الإضرابات في صفوف التلاميذ التي تحولت إلى التخريب للممتلكات العمومية والخاصة ..؟ وهل مطالبة المؤسسات العمومية والخاصة بإقرار التوقيت الذي يلائم ظروفها يمكن أن ينهي هذا العصيات الذي قد يخرج عن السيطرة ..؟ وهل غاب عن المحيطين برئيس الحكومة من الوزراء، أهمية العودة إلى التوقيت “الغرنتيشي” الملائم للفصل البارد المعروف مناخيا وفلكيا لقصر زمن الإشعاع الشمسي اليومي، وتأخره في ساعات الصباح الأولى ..؟

بخصوص احتجاج التلاميذ عن استمرار التوقيت الصيفي، نهمس في أذن رئيس حكومتنا، وهو من أهل العلم والمعرفة، لنتحدث له عن أهمية تعليم التلاميذ للمواد العلمية في ساعات الصباح، بالنسبة للأسلاك التعليمية الأولى، ناهيك عن عدم امتلاك جلهم، خاصة في الوسط القروي وحتى ضواحي المدن الكبرى من المنتمين إلى الفئات الاجتماعية الهشة لوسائل تحمل هذا التوقيت الصيفي الذي يفتقرون فيه إلى الشروط الدنيا الملائمة لمناخه، فبالأحرى استمرارها في الفصل البارد.

لن نبحث في مفعول هذا الارتباك الحكومي اتجاه تدبير الزمن اليومي للعمل والدراسة .. فالحكومة لم تعد قادرة على مواكبة نبض الشارع .. ونخشى أن يتطور ذلك إلى عجز حقيقي تكون في نهايته الحكومة وجها لوجه مع انعدام القدرة على تصريف عملها، فبالأحرى إيجاد الحلول للمشاكل المطروحة اليوم .. ونظن قي المستقلة بريس، لسان حال النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، أن رئيس الحكومة يعي خطورة استمرار هذا الواقع المرحلي الذي لم يتحقق فيه التوافق الحكومي على تدبير ما تبقى من هذه الولاية، بدون مؤشرات إيجابية بمواصفاته السلبية الراهنة في جميع المجالات.

حتى نختم هذا المقال، نقول للسيد رئيس الحكومة أن تجاوز الارتباك اتجاه التوقيت الصيفي ممكن، وأن الإصرار على تجاهل الخطأ سيضاعف المشاكل أكثر من امتلاك الحلول المناسبة لها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق