أخبارمجتمع

متى تستريح ياعصيد من خوض المعارك الجانبية الفاشلة ..؟!

عع

بقدر ما يجعلك أحمد عصيد، الناشط الحقوقي والمثقف مجبرا على قراءة اجتهاداته الفلسفية والفكرية، بقدر ما يدفعك إلى التشكيك في هويته الوطنية التي يحاول عبثا تبخيسها والتقليل من شأنها بهذه الروح العرقية التي لم يستوعب حمولتها التاريخية والحضارية المشتركة، التي نسجت خيوطها حينما كان المغرب جزءا من المغرب الكبير الذي حمته القبائل العربية الأمازيغية من الغزو الروماني الوندالي والبزنطي في ليبيا، وكان يسمى الأمازيغ الذي ينحدر أصله من جنوب الجزيرة العربية القحطانية التي استقرت على امتداد المغرب الكبير بعد تراجع الجليد عنه، والتي سميت جميع القبائل الشرقية الرعوية باسمه، ناهيك عن تجدر الحضارة الشرقية في نفوس المغاربة الديني الذي يترجمه التمسك بالإسلام وحمايتهم لممارسة شعائره باستمرار، كما يلاحظ على سكان المناطق الجبلية والجنوبية وتريفيت.

إن محاولة عصيد العرقية العنصرية المكشوفة، لن تنجح مع المغاربة المتمسكين بهويتهم الإسلامية والأمازيغية والعربية، التي لم يتمكن الاستعمار تكريسها بجبروته العسكري والسياسي في الريع الأول من القرن العشرين، فبالأحرى اليوم، حيث أصبح فيه الانصهار القبلي والعرقي بين المغاربة في أرقى صوره وأكثرها وضوحا في كل جغرافية الوطن .. ونعتقد في النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، أن عصيد يعرف ذلك ويحاول زرع بذور التفرقة بين سكان المغرب .. ومن عبث الزمن، أن يجد نفسه دائما مهزوما في هذا المجال ..! وفي هذا الإطار، ننصحه بالبحث العميق في تاريخ المغرب السياسي والحضاري، حتى يتأكد من فشل الأوهام التي يسوقها عن المغاربة وعن الهوية الحضارية للوطن، التي لا زالت مناعتها تحول دون مشاريع الفتنة التي يزرعها خصوم وحدة المغرب منذ تراجع الجليد عن الوطن والمثال في الظهير البربري لسنة 1930.

إن ما يحز في النفس، هو خروج عصيد المتكرر عبر التحريض العرقي الذي لا يتلاءم وثقافته الفلسفية والسياسية الحداثية التي ستوجهه حتما نحو تصليب روح المواطنة و وحدة الانتماء والجذور .. وإن كان احتجاج مغاربة سوس ضد الرعي الجائر الذي يمارسه الرحل في أراضيهم، وبإمعان مندوبية المياه والغابات على الاستمرار في تنفيذ مشروعها الخاص بالتنظيم القروي، وتحديد المجال الأيكلوجي على حساب ملكية سكان هذه الأراضي، فإن هذا لا يشفع ل. عصيد الحق في تنظيم هذه المسيرة التي قد تكون مستقبلا جمرة للعنف على غرار ما وقع في الحسيمة، وقد كان عليه أن يوظف وضعه كفاعل وناشط حقوقي ومدني في معالجة المشكل بدل الزيادة في الاحتقان الذي أصبح عليه اليوم مع جميع الأطراف المعنية.

ما نريد الإشارة إليه، يا أخونا عصيد، هو أنك أذكى من هؤلاء الباحثين عن الفتنة في مجتمعنا، ولسنا في حاجة إلى تذكيرك بأهمية دورك كمثقف وحقوقي وفاعل مدني في العمل على تقوية الروابط والمشاعر بين المغاربة، بدل خلق أجواء عدم الاستقرار والاختلاف الذي لا توجهه القيم النبيلة التي تشكل الروح الوطنية المغربية أهمها في هذا الظرف التاريخي الذي يمر منه الوطن، والذي يترقب أعداؤه الزج به في غمار الأوضاع التي تعيشها دول الجوار الإفريقي والعربي .. ولأجل ذلك، نرجو أن تتوقف ياعصيد عن خوض المعارك الجانبية الفاشلة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق