أخبارنافذة على الثقافة و الفن

مقامة البداية والنهاية

 

* ابراهيم امين مؤمن

يُغرّد البلبل في الرياض السالمة 
قطوفها دانية 
وثمارها خضراء يافعة 
وأغصانها تتراقص غضّة ضاحكة 
يرد ماءها الجاري فيرْتوي باسماً
حامداً 
راضياً 
آمناً BOLBOL
ينفشُ ريشه كرافع راية بيضاء 
يغنى مع خرير الماء 
ويرْقص على هزيز الأغصان 
ويرْتع بين أشجارها في أمان 
ينام بالأوْكار 
ويطْعم أولاده الصّغار .

***
على أحد الأغصان ظلَّ يقهْقه
يأتي ويذهب ويُفدْفد 
يقْفز 
يرفْرف 
يرْتع 
ثم ثبت تعِباً 
يأخذ أنفاسه لهِثاً 
إلى أن يطير بطعام أولاده نشِطاً 

***
تسلّل إليه ثعبان من قبيلة قابيل جائعاً حاسداً
ساخطٌ أبداً 
صاخباً مثرثراً طغيانًا وكبْراً
أراد أن يستعمر الرياض ويسْفك في العصفور دماً 
فناداه ولده العصفور أن يا أبي تنبه 
وخلفك فاحذر 
ابعد
اجر
ويا حسرةً ما سمع المسكين دعاء النجاة 
وظلّ يحمْلق في طعام ولده من الزاد 
فانقضّ الثعبان وفحَّ 
وعلى جسد الأمين التفَّ 
وسيطر وتمكن واغترًّ 

***
قال العصفور للثعبان ويلك 
لا تبدّل الدماء بالماء 
والبوار بالنماء 
والبكاء بالفرحة
ولا تسنّ في الرياض الهلاك 
قال الثعبان للعصفور 
اسمع .. البقاء للأقوياء 
ولأصحاب الحيلة والدهاء
واحتفل بسعدكَ الآن
ألا يسُرّك أن تحيا في بطني ..؟
وتكون لي طُعْماً وتسري في أحشائي ..؟
يجب أن تقدّس مسراك في دربي
مأكولٌ أو مضروبٌ أو مذبوحٌ أو مسمومٌ
فارض بقضائي
قضاء الأقوياء العادل الذي لا يبخس
ولا يظلم
ولا يغبن
أأتني طوعاً .. هيّا
رُفعت الجلسة

* كاتب مصري

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق