أخبارجماعات و جهات

التنمية المجالية لجهة درعة تافيلالت الحلم المفقود بين معارضة رافضة وأغلبية غائبة

DARAA

مصطفى هادي

اختلافات سياسية ومتاهات قانونية تنم عن ضعف تكوين المنتخبين، جعل تدبير الشأن العام بأحدث وأفقر جهة بالمملكة، بين تماه في المنجزات بعقلية المنتصر ومعارضة بعقلية الحارس الفاعل المتوازن، أمام غياب أغلبية كرست خيار القطيعة مع التنمية المجالية لجهتها، تاركة أمد التنمية يطول، مما يؤهل الجهة لتكريس أزمة الحكامة في تدبير الشأن الترابي أمرا واقعا.

هذا الواقع، وبعيدا عن التسويق الإعلامي لكافة أطياف مكونات المجلس، تبقى العقلية السياسية المحضة الطاغية، عوض الاستجابة لتطلعات مواطني الجهة، وخلق تدبير حر متوازن، يجعل من مردودية نتائجه أساسا لمسلسل التنمية المجالية والاجتماعية التي تنشده المنطقة للإقلاع الفعال والمتوازن، تتبيثا للعدالة المجالية، وتحقيقا للتنمية المستدامة الواعدة .. أمام هذا الضعف الواضح في تدبير الشأن الترابي الجهوي، يبقى سؤال التنمية بالجهة واردا، وبشكل جوهري تحديا كبيرا احدث بذلك ضعفا في سرعة الإنجازات، وتعثرا ملموسا في تقديم الخدمات والمشاريع التنموية، مما يؤخر تفعيل الجهوية المتقدمة التي أصبحت أمرا مطلوبا، احتراما لخصوصيات الجهات في تدبير شأنها الترابي، الذي يستهدف حاجيات المواطن البسيط بالجهة، تحسينا لمستواه المعيشي و وضعه الصحي والتعليمي والخدماتي.

إن نهج التعاطي بالأسلوب المزاجي للمتدخلين داخل الجهة، جعل أسلوب التداول داخل مجلسها من أجل تنمية الجهة مجرد وجهة نظر لا غير، بعيدة كل البعد عن الحكامة الجيدة، والتدبير الإستراتجي للجهة في خلق مشاريع تنموية كفيلة للنهوض بأحوال الساكنة، وإشراكها تحقيقا للديمقراطية التشاركية، و جذبا للاستثمارات المنتجة .. وقد خلف ضعف المبادرة السياسية بالجهة، وتقيدها الانتمائي والحزبي الضيق محدودية الأفاق، والتخطيط وانعدام التداول المنتج غياب الرؤية التنموية المجالية الشاملة.

وتبقى أرقام ميزانية الورش التنموي بالجهة بملايير الدراهيم بلا إجماع، في مقابل ذلك جحافل المواطنين، تعيش تحت بؤس السنين وخذلان المنتخبين .. أرقام ميزانية تتكلم عن التنمية أمام ساكنة تناشد وتشكو غياب المنتخبين لترجمة مطالبهم البسيطة، في ظل تنمية اقتصادية شبه منعدمة، وعطالة لشباب يعيش الحرمان بجهة ترى تدعيم فتح الطرق الجوية أساسا للتنمية، إنه الغياب التام لملامسة أحلام الساكنة وهمومها، ويخبر بأن التنمية المجالية بالجهة تناقض واقعها، وتغيب عنصرها البشري والاجتماعي ضمن أولوياتها، ويبقى حلم ساكنة درعة تافيلالت مفقودا بين مطرقة متاهات النخب السياسية الممثلة وسندان الواقع البائس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق