أحداث دوليةأخبار

هل غضب الشارع الأمريكي على النظام العنصري يمهد الطريق لرحيل ترامب المبكر ..؟!

2020

شكل موت الأمريكي جورج فلويد على يد الشرطة في مينا بوليس .. الشرارة التي أخرجت الأمريكيين إلى الشارع، لإدانة الإدارة الأمريكية الجمهورية على استمرار النظام العنصري الفاشي في المجتمع الأمريكي، حيث وصل لهيب التظاهر إلى أكثر من 40 ولاية أمريكية، عجز الرئيس ترامب على إخماد واحتواء مظاهراتها المناهضة لسياسته الفاشلة، التي لم تنفعه أموال الخليج في إيقافها وتجميلها والرهان عليها في إعادة انتخابه في نونبر 2020، التي أصبح من المؤكد على ضوء استطلاعات الرأي التي تشير إلى انخفاض شعبيته أمام منافسه الديمقراطي بايدن.

إن لعنة شعار “أمريكا أولا” الذي كان ترامب يتغنى به منذ انتخابه، تكشف اليوم وبالملموس على الانهيار السريع للجمهوريين في النظام الأمريكي، الذي استرجع فيه الديمقراطيون وزنهم وقوة الإنجازات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي أراد ترامب إلغاؤها عبر تدبيره الفاشل، سواء في الداخل أو الخارج، والذي بدأت معالمه تظهر في عزله أمريكا الدولية وحماقة القرارات التي اتخذها في الشرق الأوسط وجنوب شرق آسيا وأمريكا اللاتينية وأوربا الشرقية، وآخرها سوء التعامل مع جائحة كورونا التي خلفت حتى الآن أكثر من 100 ألف وفاة في صفوف كبار السن، نتيجة صراعه مع الصين في تحديد أسبابها والافتقار إلى اللقاحات التي تناسب خطورتها الصحية والاقتصادية، التي ارتفع العاطلون فيها إلى أكثر من 40 مليون أمريكي.

نحن في النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، لن نساير ما يطرحه المفسرون والمنجمون وفقهاء التيارات المتطرفة من أن ما يقع في أمريكا هو محصلة لكل استخفاف بالعقل الجمعي الديني، التي ينهجها الجمهوريون المؤمنون بنظرية القوة وبالرؤيا الداروينية الاستعمارية، التي يحصرونها في عظمة الجنس الأبيض الأوربي الغربي، الذي عمر أمريكا وبني مجدها الاقتصادي والسياسي والثقافي على حساب السكان الأصليين، الذين لا زال الكثير منهم في مناطق معزولة، بالرغم من مغالطاته التي تجاوز فيها إخفاء سياسة التطهير العرقي والاستعباد التي يتعرض لها الأمريكيون الأصليون، وكافة الشعوب التي يسرقون ثرواتها ومصادر طاقتها، ويهيمنون على أسواقها التجارية الاستهلاكية بواسطة رأسمالية السوق الحرة المتوحشة المعولمة.

لن يكون بإمكان ترامب إيقاف غضب الشارع الأمريكي المنتفض على رئاسته العنصرية والاستعمارية، التي تأكدت مساوئها على امتداد تاريخ الجمهوريين في البيت الأبيض، التي كانت دائما مناوئة لمطالب الأمريكيين في الحرية والعدالة والديمقراطية ولتطلعاتهم في السلام والتعاون في العالم المهدد بالأوبئة والاحتباس الحراري والحروب التي يشعلها الجمهوريون باستمرار للحفاظ على هيبة أمريكا القوية، وعلى سياساتها التدميرية والتخريبية التي عمقت المساوئ التي تعيشها اليوم، رغم وجود الإجماع الدولي على ضرورة إلغائها لصالح قيم الأمن والعدل والرخاء التي يتطلع إليها الرافضون لسياسة الاستعمار الجديد، التي تقودها أمريكا وحلفاؤها في العالم بقيادة ترامب، الذي يحفر قبر رحيله المبكر كما يترجمه في سياسته الداخلية والخارجية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق