أخبارمنبر حر

بالعرَبي ..!

ذ. عبد اللـه عزوزي

الحمد لله الذي زين كونه و ملكوته بالتعدد و التنوع و الأسماء و الألوان، و الأزمنة و الثقافات… الحمد لله الذي أطال أعمارنا و أدركنا السنة الهجرية الجديدة 1442، التي تقتربُ من أن تُؤرخ لقرابة ألفية و نصف عن بعثة نبي الله محمد رسولا للبشرية جمعاء، بدين جوهره العدل و الرحمة و التعايش و التسامح و الازدهار، و تحقيق سعادة الإنسان في الدارين.. تلك السعادة التي ينذر الإنسان نفسه لتحقيقها منذ ولادته إلى لحظة رحيله، لكن قلَّما يصادفها أو يعثر عليا

لكن، المتأمل في أحوال المسلمين اليوم، و المسلمين العرب منهم على الخصوص، غالبا ما يجد نفسه أمام خطر التقليل من أهمية التعاليم الإسلامية، معتقداً أنها لم تصلح أحوال المسلمين منذ أن ودع الرسول محمد عليه الصلاة و السلام أتباعه قائلا. “تركتكم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها إلا هالك”

ففعلا، لقد زاغ العرب عن المبادئ الإنسانية الكونية التي تبني الحضارات و تقوي الأمم، فأصبحوا اليوم في عداد الهالكين، بل المُهلَكين. لقد استخف أبناء جلدتنا بكل شيء، و استحلوا كل شيء، و أصبحوا كمن قرَّرَ أن يعيش حياته بمنطق “الغُمَّيْضة”: وضْعُ شريط ثوب على العينين، و الدخول الفوري إلى معترك الحياة

جرب مثلا أن تتعامل مع أخيك العربي/المغربي، و بين أن تتعامل مع إنجليزيا أو يابانيا أو أمريكيا أو صينيا… اختبرهم جميعا، و ستكتشف من منهم الأقرب إلى تعاليم سيدنا محمد عليه السلام— لا تذهب بعيدا، اختبرهم مثلا في التعاملات المالية فقط

و حتى لا نكون كمن يضيف المزيد من الملح على الجرح، دعني أبارك لكم هذه السنة الجميلة، الجميلة بأسماء أيامها و ألقاب شهورها، بأعيادها و مناسباتها و تقاليدها… سنة بريئة من ضغط الفواتير و آلام المواعيد و الآجال؛ سنة الرومانسية و الهدوء و القمر ..! فأسأل الله العظيم أن يعطينا ما أعطى عباده الصالحين، و أن يلهمنا الحكمة و الرشد و التوفيق، و أن يبارك في الأمة المغربية و يؤلف بين قلوب مواطنيها، و أن يجزي عنا رسول الإسلام محمد بالصلاة و السلام سعة و كثافة مداد كلمات الله و مخلوقاته

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق