أخبارملفات و قضايا

حزب العدالة والتنمية وتتويج الرحيل عن الحكومة بخوصصة مصحات الضمان الاجتماعي

عوض أن تكون نهاية الولاية التشريعية الثانية لحزب العدالة والتنمية، بخلق الحدث السياسي المجتمعي عبر قرارات تؤكد احترامه للمواطنين الذين انتخبوه وتوفر الثقة لمناضليه استعدادا للاستحقاق البرلماني المقبل، أقدم مسؤولو هذا الحزب على ضرب المكاسب العمالية والشعبية بعرض مؤسسات الضمان الاجتماعي للخوصصة، مما يؤكد شرعية متابعاتنا النقدية لأخطاء هذا الحزب في التدبير الحكومي

ليس بإمكان صقور العدالة والتنمية الدفاع عن هذه الهرولة نحو الخوصصة التي تضر بحقوق العمال الذين ساهموا في بناء مصحات الضمان الاجتماعي الثلاثة عشر، ولن يجدوا ما يبرروا به نظام التناوب الذي يعتقدون أنهم حققوا فيه شرعية الانتخاب وقيادة التحالف الحكومي، على غرار النموذج الذي قاده حزبا الاستقلال و الاتحاد الاشتراكي، ومن دون شك، أن حزب العدالة والتنمية أراد أن ينهي وجوده على رأس الحكومة منذ بن كيران إلى العثماني على إيقاع ساخن اتجاه المواطنين بتتويج قراراته اللاشعبية، منذ الإجهاز على صندوق المقاصة، ثم قانون التقاعد الفضيحة، إلى تحرير أسعار المحروقات بدون تحسين دخل المواطن والزيادة في الأجور التي تتناسب وقانون المقايسة المعمول به عالميا، إلى التوسع في الخوصصة في القطاعات الاقتصادية والاجتماعية الإستراتيجية كهذا القرار الأخير الذي أصدره وزير الشغل، الخاص بعرض مصحات الضمان الاجتماعي للبيع، وهي المؤسسات التي بناها العمال، ناهيك عن الزيادة في مساهمة القطاع الخاص في التعليم بأكثر من 20 بالمائة وإعفائه من الضرائب

إن هذه الخطوة المعادية لما تبقى من المكاسب الشعبية والديمقراطية التي أقدم عليها حزب العدالة والتنمية، تعزز منظور المغاربة اليقظ اليوم اتجاه سياسة هذا الحزب الذي قهر المغاربة في الولايتين، ولم يلتزم ببرنامجه الانتخابي الذي عجز عن ترجمته في مقابل النهج الليبرالي المتوحش، الذي اعتمد منذ وصوله إلى الحكومة والذي يؤكد لكل الذين يدافعون عنه أنه لم يكن في مستوى الثقة التي وضعها فيه المواطنون المغاربة، وأنه كغيره من أحزاب الإسلام السياسي يبحث عن شرعية الحكم والهيمنة الأكثر فضاعة وقذارة في التاريخ الإنساني، وأنه جزء من التنظيم الدولي للإخوان المسلمين الذي وظفه الغرب لتعطيل وتأخر المسلمين، ونهب ثرواتهم، ومسخ تاريخهم الحضاري و الثقافي

لن نكون أكثر قساوة على حزب العدالة والتنمية من الذين غادروه على عجلة، وعرفوا مساوئه والأهداف التدميرية التي يقوم عليها مشروعه في إطار جماعة الإخوان المسلمين، التي لا تستهدف تطوير وتحديث نمط عيش المسلمين، بقدر ما ترسخ دونيتهم وقصورهم أمام الغرب الذي لا يزال يحن إلى عودة هيمنته عليهم .. ونظن في النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، أن تجربة إخوان العثماني وبن كيران فاشلة بجميع المقاييس، ولا يمكن أن تصنف ضمن التراث الإيجابي لحزبهم، الذي فشل في جل الدول التي حاول أن يكون فيها في قيادة شعوبها على مستوى الفعل الثوري والتنموي حتى الآن     

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق