لن يكون بالإمكان أي لقاح جديد للقضاء على وباء كوفيد 19، وتمكين مصابيه من المضاد الحيوي الكفيل بتوفر المناعة ضد هذا الوباء الذي ساهم الاحتباس الحراري في انتشاره وفي آثاره الكارثية على صحة الإنسان في أي مكان من عالمنا، كما تكشف على ذلك الأرقام عن الإصابة به والوفيات التي يخلفها وسط الكبار في السن، الذين لم يعودوا يتوفرون على المناعة الطبيعية، نتيجة انخفاض نسبة الأكسجين في الغلاف الغازي الذي لم يعد بالإمكان المحافظة عليه مع مفعول الانبعاثات الغازية الكيماوية والبتروكماوية التي تساهم في زيادة الاحتباس الحراري، الذي يؤثر على حياة جميع الكائنات، وفي مقدمتها الإنسان، سواء في الدول المتقدمة أو النامية

إن المضاعفات الصحية ل. كوفيد 19، تجد بيئتها الحاضنة في المتغيرات المناخية التي تعصف اليوم بكل ما تبقى من توازن بيئي

طبيعي، والذي يتجلى في ارتفاع معادلات التساقطات والأعاصير والفيضانات النهرية والانهيارات الثلجية في المتجمدين الشمالي والجنوبي، والارتفاع الطبيعي في درجات الحرارة والرطوبة، وتزايد منسوب المياه في البحار والمحيطات التي أصبحت تتحكم في كل مظاهر الأنشطة الاقتصادية الفلاحية والصناعية والتجارية والخدماتية، التي لم يعد بإمكان جميع الدول مقاومة تداعياتها التي تتفاقم على أوضاع شعوبها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، والتي لم يعد بالإمكان  تخيل وترقب التغييرات الإيجابية فيها، والتي أصبح الاحتباس الحراري أهم تحدياتها المناخية الخطيرة المهددة للاستقرار البشري والحيواني على كوكبنا، الذي دخل العد العكسي في مواجهة أسباب انهياره ودماره

الأسئلة الحارقة، يجب أن توجه إلى الدول الأكثر تصنيعا وتطورا في العالم اليوم، التي يجب أن تستحضر الكوارث التي يتعرض لها الوجود الطبيعي الذي انتهت معالم توازنه البيئي، والذي يحتضر في الجغرافيا العالمية الراهنة، ويؤثر عل صحة الخطابات التحذيرية الدينية والعلمية والسياسية والفلسفية التي كانت تحذر من المخاطر المحتملة في العالم الذي تجري عمليات تدميره من قبل الحيتان المسيطرة على اقتصاده وأمنه ونمط عيشه، الذي تزايدت الفجوة بين أغنيائه وفقرائه إلى درجات متقدمة قد تعصف بالحق في الحياة، الذي نصت عليه قوانين وقيم وأديان جميع الحضارات البشرية حتى الآن

فهل تراجع قوى الشر والاستغلال مشاريعها، وتعيد حساباتها من هذا الواقع العالمي الذي يتدهور باستمرار في كل جغراتفيته المعروفة ..؟

إن الارتباط جدلي بين نشأة كورونا والاحتباس الحراري الذي يتسبب في انخفاض نسبة الأكسجين في الغلاف الغازي الذي تعتمد عليه الكائنات الحية، خاصة المجتمع الإنساني، وبدون تطويق الاحتباس الحراري سيتضاعف العجز في وجود الأكسجين .. لذلك، فوباء كوفيد 19، لن يتراجع مفعوله بدون توفر أهم شروط المناعة الطبيعية المتمثلة في الأكسجين، وهذا مرتبط بمراجعة الدول الصناعية لسياستها الإنتاجية التي لا تخضع للمراقبة والمؤثرة على التوازن الطبيعي وعلى وجود الأكسجين الضروري للحياة، والذي لا غنى عنه لحماية الوجود الإنساني