أخبارللمستقلة رأي

عن الوعي المعرفي والسياسي للنخبة الناعمة المتناقضة مع واقعها الاقتصادي والاجتماعي

كان من الممكن أن نقيم حوار  حميد المهداوي و يونس ذافقير بالصيغ المعتادة في مشهدنا الصحفي والثقافي والسياسي، انطلاقا من أجوبة ذافقير على أسئلة المهداوي ..  لكن، محاولات القفز والحديث عن المغيب في وعي ذا فقير جعلنا في جريدة المستقلة بريس، لسان حال النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، نقبل بما تم التعبير عنه في هذا الحوار المنشور في موقع بديل، الذي أصبح صاحبه بعد تجربة المحنة التي مر منها أكثر واقعية وموضوعية في ضبط مسودة حواراته لغة وموضوعا ومنهجا

في سياق الحوار الذي يمكن العودة إليه وتفكيكه وتحليل القضايا التي ناقشها، حاول المهداوي بذكاء إجبار محاوره على تفسير تبريره لبعض المواقف التي تخللت قراءته السياسية في جريدة الأحداث المغربية، والإجابة على تصنيفه بالقلم المأجور ومعاداة الإخوان والبيجيدي وحركة العدل والإحسان، وتكريس إعلام السيسي في المغرب، وقد تمكن ذافقير بحكم تكوينه المغربي وتجربته الصحفية من الانفلات من الشباك التي وضعه فيها المهداوي، واتهام من يصنفونه في المواقف التي لايؤمن بها

إن نموذج الوعي الذي دافع عنه ذافقير بشراسة يعكس نخبوية وانشطار من يتموقعون في طليعة المجتمع، التي لم تتحرر من أوهام الرؤيا الطفولية المتمردة التي تعرف كيف تحافظ على حرية الحركة والاجتهاد في ظل الوعي المحافظ المسيطر، وبراءة المواقف التي يتم اللجوء إليها لتبرير الانهزامية، والتعاطي مع الفكر المتخلف والأيديولوجيا المهيمنة .. ولعمري، أن المعني بالحوار يدرك جسامة خطورة التعبير عن ذلك في المجتمع الذي لا يزال صالحا للقبول بفبركة أي منتوج سياسي ومعرفي، حتى وإن كان هذا المجتمع لا يمتلك أبسط أدوات التعاطي معه، سواء في الإدراك أو الفهم أو التحليل

نخلص في هذه المتابعة الشكلية لهذا الحوار إلى القول بأن أزمة مهام ومواقف نخبتنا الناعمة لا يزال مطروحا، بما في ذلك توظيف دورها لخدمة التوجهات التي تتعارض مع وعيها الطبقي والمعرفي .. ونظن في المستقلة بريس، أن ذا فقير والمهداوي يدركان عمق الإشكالية التي يطرحها من يريدون اللعب على جميع الحبال، واستغلال الواقع في توجهات من يتكسبون منها يمينا ويسارا .. خصوصا، في الحالة المغربية الراهنة التي تتزامن مع الاستعداد للجذبة الانتخابية في سنة 2021، وهذا ما لا نريده لهما في الظرف الراهن، الذي لم تتضح فيه معالم المخاض الذي سيكون عليه الاستحقاق الانتخابي في ظل الصمت الذي فرضته جائحة كورونا على المجتمع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق