أخبارمتفرقات

الرشيدية / واحة امجوج إرث شاهد ومعالم تاريخية حاضرة

إعداد/ مصطفى هادي

قصر امجوج، آو  أغرم نمجوج أقديم بالامازيغية من القصور الضاربة في القدم .. لوحات تافيلالت الكبرى بصفة عامة، ولوحة زيز بصفة خاصة، يبعد عن مدينة  الرشيدية بحوالي 30 كلم،  يتميز بواحة دائمة الاخضرار وتنوع أشجارها المثمرة يغلب عليها النخيل والزيتون، وتتنوع غلة بساتينها، كما تنتظم أعراقه المتنوعة في حلقات  ناظمة تبرز وحدة القبيلة، يتكلم سكانه الأمازيغية، إلا أنه مع مرور الوقت أصبحت العربية تحل محلها ولا يزال سكانه ينعمون بالاستقرار،  وكباقي قصور تافيلالت تم بناء قرية إلى جوار القصر أمام الحاجة .. لذلك، مع مرور الزمن وهو ما يميز واحة زيز اليوم  إلى جانب الأحلاف التي كانت بالمنطقة، قاوم سكانه المستعمر ببسالة واعتزاز، وقدم العديد من الشهداء في مختلف المعارك المشهورة  بالمنطقة، كمعركة مسكي الشهيرة المعروفة بمعركة” الرجل” .. تشكلت فيه نواة حضارية منذ القدم تشهد على ذلك مختلف المآثر العمرانية، سواء المتعلقة بالجانب الاجتماعي أو الخدماتي، من مدارس وطواحين  مائية ومعاصر تقليدية للزيتون، إلى جانب مركز هاتفي ومستوصف ومقاهي، مما يؤكد على أنه كان مركزا تجاريا ونقطة مرور للقوافل التجارية العابرة للطرق الصحراوية سابقا

 قبيل الاستقلال، حظي قصر امجوج بمرور طريق رئيسة بجانبه، التي حولت إلى الطريق الوطنية رقم 13 أمام بناء سد على وادي زيز، مما جعله مركزا تجاريا بامتياز وهمزة وصل بين مختلف القصور المجاورة التي غمرها سد الحسن الداخل اليوم

 اعتمد سكان القصر في تسيير شؤونهم الاجتماعية وحياتهم على العرف إلى جانب الأحكام الشرعية كباقي قصور المنطقة في ذلك الوقت، وفي مرحلة الاستعمار عرفت جنبات القصر نشاطا وازدهارا عمرانيا لخدمة مصالح المستعمر .. وبتعرض  تافيلالت للفيضانات التي عرفها  وادي  زيز سنة 1965، وما خلفه من خسائر بشرية ومادية، واستجابة لنداء المغفور له الحسن الثاني طيب اللـه ثراه ببناء سد على وادي زيز، الذي ساهم فيه جميع المغاربة من خلال الزيادة في ثمن السكر لوقاية سهل تافيلالت، لبى سكان قصر امجوج نداء صاحب الجلالة بتلقائية، ودون قيد أو شرط، إخلاصا للوطن و وفاء للعرش العلوي، ومع أبريل 1971، عرف وادي زيز فيضان آخر اضطر على إثرها ترحيل ساكنة قصر امجوج إلى جانب القصور التسعة الأخرى إلى منطقة التحويل الجديدة، مخافة وقوع كارثة إنسانية، ومما يجهله الكثيرون أن أمجوج أو ما يعرف بامزوج القديم لم يهجره سكانه الأصليون، ولم تحل محلهم قبائل أخرى بل لايزالون مرتبطين بدورهم وبساتينهم .. وإداريا فإن هذا القصر تابع لجماعة الخنك ايت ازدك دائرة عمالة الرشيدية، وتعتمد الساكنة على قوانين عرفية متوارثة لتنظيم السقي وحماية أراضيها .. لكن، تبقى واحة امجوج شاهدة على إرث تاريخي قديم وحضارة عريقة لم تنل نصيبها من العناية كما ينبغي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق