أخبارملفات و قضايا

ميثاق التحالف الحكومي وفشـل أطرافه في تدبير الولاية التشريعية

كنا في النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، كغيرنا من المواطنين المغاربة، سننتظر نهاية المائة يوم الأولى من عمـر الحكومة، التي يرأسها السيد عزيز أخنوش، لنرى ما ستقدمه لطي صفحة البيجيدي، واتخاذ القرارات الأولى لتقوية الثقة مع المغاربة، الذين صوتوا للتغيير .. لكن، هذه الحكومة فشـلت في بداية الطريق، وعصفت بكل الشعارات التي استعملتها في الحملة الانتخابية، حيث لا يتوقع أن تتراجع عن ما يتعارض مع قناعة أخنوش، الذي طلب من القاعدة الناخبة تأييد الفريق الحكومي الجديد

للأسـف، ليس في ميثاق الأغلبية الحكومية ما يبرر هذه الأخطاء القاتـلة، التي ارتكبها وزراؤها في العـدل والتعليم والصحة، التي قد تساهم في الانهيار السريع لهذه الحكومة، التي تدعي أنها حكومة للتيار الديمقراطي الليبرالي الحـر من خلال إصرارها على مواصلة سياسة التفقير والإذعان للمؤسسات المالية الدولية، التي ستعتمد عليها في تمويل ثقوب الميزانية العامة، وفي إنجاز برامج النموذج التنموي التي يراهن المغاربة عليه رغم عدم مناقشته المجتمعية الحقيقية، وفشـل الأحزاب والنقابات والمجتمع المدني، التي اجتمعت معها لجنة النموذج التنموي على عرض ذلك على المواطنين بواسطة قواعد وقنوات التواصل التي تعتمدها

إن مواصفات برنامج الحكومة الجديدة المفترى عنها في إطار التوجه الليبرالي الحـر الديمقراطي الاجتماعي، لا زالت وصفات علاجية للأزمة الهيكلية الاقتصادية والاجتماعية على الورق، وبدون تحديد للأولويات و وسائل الإنجاز والمخططات القطاعية ذات الصبغة الاستعجالية، التي يمكن الاطمئنان على فعاليتها ونتائجها .. ونظن في النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، أن تصريح رئيس الحكومة كاف للدلالة على عمق أزمة الأغلبيةالجديدة، التيتفتقر إلى التوازن والانسجام في كل توجهاتها الحزبية، فبالأحرى وجود الحد الأدنى من الاتفاق على المشاريع والبرامج التي يمكن الاشتغال عليها في إطار النموذج التنموي

صحيح، أن الدولة الاجتماعية التي سيعمل التحالف الحكومي على ترجمتها طبقا للتوجيهات الملكية السامية في أفق احتواء الهشاشة والفقر والبطالة، ستكون الورش الأساسي لهذه الحكومة .. فهل تملك هذه الأخيرة المعرفة بطبيعة المجتمع المغربي وبالظواهر السوسيولوجية المرضية التي تحول دون تراجع نسب الفقر والبطالة، التي تزايدت في عهد حكومة البيجيدي، التي لم تُفعل أي إصلاح اجتماعي، أو اقتصادي يخفف من حدة التفاوت الطبقي، وبؤس السواد الأعظم من فقراء وعاطلي الوطن، ويؤسس لمحاربة الفساد والإثراء الغير المشروع، وسوء توزيع الثروة في الوطن الذي تعمقت أزمته الطبقية والمجالية والتنموية

إن الحكومة الحالية التي تمثل الأعيان ورجال المـال وكبـار التجـار وأربـاب المقاولات الكبرى لا يجمع بينها ميثاق شرف على مواجهة هذه الإكراهات التي يواجهها المغاربة، والتي جعلت دخلهم وقوتهم الشرائية دون القدرة على مواجهة التضخم الذي يحتاج فيه إلى تخفيض العبء على الفئات المسحوقة والطبقة الوسطى، التي انضمت عمليا إلى فقراء الوطن .. وتكفي الاحتجاجات على الأخطاء الحكومية المتواصلة، من أن التحالف الحكومي الجديد لا توجهه بوصلة واحدة اتجاه ما ينتظره المواطنون المغاربة من الحكومة للاستجابة لمطالبهم المعلقة في المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية

لن نقول بالمطلق، أن التحالف الحكومي الجديد فاشـل تماما .. لكن، المقدمات التي بدأ بها لا يمكن إلا أن تكون ضده، وسلبية حتى هذه الفترة .. ونظن في النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، أن الطالبي العلمي، رئيس مجلس النواب عراب عملية الحكومة، يجب أن يتوقف عن تسويق توقعاته الحـالمة عبر الوعود المالية السخية، التي ربمـا ستعطى للفقراء والعاطلين والتي لا يملك أي ضمانة عن إمكانيات الوفـاء بها، انطلاقا من المعطيات الموضوعية الراهنة على التحالف الحكومي الفاشـل من البداية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق